يا حبذا إن صحت الأحلام
ويذهب بعض الفلاسفة والحكماء إلى تعديد ما في العشق من فضائل مختلفة.
يقول ديكتر: «قلب العاشق مصدر الحكمة.» ويقول لونجفلو: «من أجمل صفات العاشق أنه لا يظن السوء في معشوقته.»
ويرى أونيل «أن الشباب يعيش ساعة، والجمال يعيش كما تعيش الزهرة، ولكن العشق هو الجوهرة الباقية التي يتلألأ بها العالم.»
ولا يخلو العشق - عند بعض الحكماء - من الشرف والتقوى والإيمان. يقول قاسم أمين: «كل عشق شريف، فإن كان بين شريفين زاد في قيمتهما ورفع من قدرهما. وإن كان بين وضيعين أكسبهما شرفا وقتيا، حتى إذا زال العشق، سقطت قيمتهما وانحطت مرتبتهما، ورجعا إلى أصلهما.»
ومن فضائل العشق، في نظر الخراساني، أنه يطلق اللسان، ويفتح حيلة البليد والبخيل، ويبعث على التلطف وتحسين اللباس، وتطييب المطعم، ويدعو إلى الحركة والذكاء وتشريف الهمة.
وللعشق في رأي بعض العلماء فضيلة تنتج الحيلة، وتشجع الجبان وتقوي الجنان، وتسخي كف البخيل وتشفي السقيم العليل، وتصفي ذهن الغبي وينطق له اللسان بالشعر ، وهو أساس داعية الأدب، وأول باب تتفق به الأذهان والفطن وتستخرج به دقائق المكائد والحيل، وإليه تستريح الهمم وتسكن نوافذ الأخلاق والشيم، ويتمتع به الجليس، ويؤانس الأليف، وله سرور يجول في النفوس، وفرح يسكن في القلوب. وكلام العشاق مع منادميهم يزيد في ذكاء العقول وتحريك النفوس وطرب الأرواح وجلب الأفراح.
كان ذو الرياستين يبعث صبيان أهله إلى شيخ يعلمهم الحكمة، فسألهم يوما: «هل فيكم عاشق؟» فأجابوا بالنفي فقال لهم: «اعشقوا وإياكم والحرام؛ فالعشق يفصح الفتى، ويذكي البليد، ويسخي البخيل، ويبعث على النظافة وتحسين الهندام.»
قال أعرابي: «لو لم يكن في العشق إلا أنه يشجع الجبان ويصفي الأذهان ويبعث حزم العاجز، لكفاه شرفا.»
قيل لبعض العلماء إن ابنه قد عشق فأجاب: «الحمد لله، الآن رقت حواشيه ولطفت معانيه وملحت إشارته وظرفت حركاته وحسنت عباراته وجادت رسائله.»
صفحه نامشخص