أنجبت «فينوس» صبيا يسميه الرومان «كيوبيد» أو «أمور»، فكان الرفيق الدائم الصحبة لأمه، واعتبر إله الحب الذي يمثل مبدأ الاتفاق والاتحاد في بناء العالم ومخلوقاته.
ظل «كيوبيد» هذا طيلة حياته طفلا يملؤه المرح والحزن، ولكنه مع ذلك كان لا يعرف الرحمة، قاسي القلب، تصعب مقاومته، ليس لسلطانه حد على الآلهة وعلى البشر سواء بسواء.
صوره الإغريق والرومان مسلحا بقوس وجعبة مملوءة بالسهام، وشعلة كي يتمكن من أن يطعن أو يشعل قلوب ضحاياه.
وكانت له أجنحة ذهبية تساعده على سرعة الحركة، كما دفعته عيونه التي لا تبصر إلى أعمال تهورية لا تحمد عقباها.
كان «كيوبيد» شريكا لأخيه إله الحب المتبادل، وشريكا لإله الشوق وإله الشهرة، وربة الإقناع، وربات الفنون.
وهناك قصص يخطئها الحصر عن نشاط «كيوبيد» وإيقاظه الحب في قلوب الآلهة والبشر، تارة بدافع من نفسه، وتارة بإيعاز من والدته «فينوس».
فمثلا، عندما نصحه رب الشمس مازحا أن يترك سهامه إلى الأبطال، أصاب رب الشمس بسهم جعله يندفع اندفاعا نحو دافني ابنة إله أحد الأنهار، في حين أنه رمى دافني بسهم آخر جعلها تنفر منه نفور الحمر المستنفرة من القسورة.
ولم تنج «فينوس» نفسها من سهام «كيوبيد»، فقد حدث لها أثناء لعبه معها أن جرحت بسهم من سهامه فوقعت في غرام أدونيس. وكذلك «كيوبيد» نفسه لم يكن بمنجاة من سهامه؛ فذات مرة جرحه أحدها، فخر صريع الهوى الذي أقض مضجعه، ولقي فيه شتى ألوان العذاب.
الباب الثاني
الحب في الميزان
صفحه نامشخص