هذه مفاهيمنا
هذه مفاهيمنا
ناشر
إدارة المساجد والمشاريع الخيرية الرياض
شماره نسخه
الثانية ١٤٢٢هـ
سال انتشار
٢٠٠١م
ژانرها
أقول: فهلا أتى الكاتب على علمه بالأرواح من دليل نقلي، والله سبحانه يقول: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا﴾ [الإسراء: ٨٥] أم أنه كشف له الغيب فعلم ذلك!
وهنا أمور يجب تقريرها:
الأول: أن النبي ﷺ أعلم الخلق بما يمكن علمه من شأن الأرواح، وهو لم يعلم صحابته وأمته هذا العلم من أنها "تغيث من يستغيث بها كالأحياء سواء بسواء بل أشد وأعظم"، أفكتم هذا العلم الذي علمه المفسرون المشركون؟ ! .
الثاني: أن الأرواح لا تعلم أحوالها وكيف هي، وقدراتها، والذي نعلمه قطعًا أنها لا تجيب من يدعوها، ولا تغيث من يستغيثها.
فما ظن الكاتب بدين الجاهلية دين المشركين، أيعبدون أصنامًا أحجارًا؟ ! أم أنهم لم يعبدوها إلا وقد رأوا أثرها من إجابة دعاء، وإغاثة؟ !
إن أعظم فتن الشياطين هي الشرك، وبابه القبور حيث يظهر عمل شياطين الجن من تمثل بصورة المقبور، وتكليم الحاضرين، وربما أجاب سؤالًا، وغير ذلك.
الثالث: ومما يتفرع عما أسلفتُ ما ذكره الشيخ العلم تقي الدين ابن تيمية في " الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح " (١/٣٢٢): " والشيطان إنما يضل الناس ويغويهم بما يظن أنهم يطيعونه فيه، فيخاطب النصارى بما يوافق دينهم، ويخاطب من يخاطب من ضلال المسلمين بما يوافق اعتقاده، وينقله إلى ما يستجيب لهم فيه بحسب اعتقادهم، ولهذا يتمثل لمن يستغيث من النصارى بجرجس في صورة جرجس، أو بصورة من يستغيث به من النصارى من أكابر دينهم إما بعض البتاركة، وإما بعض المطارنة، وإما بعض الرهبان، ويتمثل لمن يستغيث به من ضلال المسلمين بشيخ من الشيوخ
1 / 170