135

في ليل بهيم جامد الإحساس.

لأنه أسرف على نفسه في أوج سعادته،

فنسي الفارق بينهم وبينه،

ولم يشعر إلا بنفسه.

هذا ما كان من أمره

ولذلك عاقبته بالفراغ الذي لا حد له ...

ولكن هل أسرف هلدرلين في حبه للآلهة والطبيعة والأبطال الخالدين أم أسرفت هي في حبه؟ لقد تبتل لها وظل يقدم لها القربان تلو القربان، وظلت هي تطالبه بالمزيد من التضحية حتى لم يبق إلا عقله وحياته فلم يبخل بهما. فهل كانت هذه التضحية هي الثمن المحتوم الذي يفرضه الحب اللامتناهي؟ هل هذه هي نهاية الوفاء المطلق والإخلاص المطلق والعطاء إلى حد الفناء؟

مهما يكن من شيء فقد وجد نفسه وحيدا في النهاية.

وراح يتخبط في ظلام الجنون ويستغيث بالآلهة كما استغاث بطله الوحيد الطريد إمبادوقليس:

أأنا الآن وحدي تماما؟

صفحه نامشخص