بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
خطْبَة الْكتاب
محمدلا لله الَّذِي جعل أهل الحَدِيث أهل النَّبِي ﷺ خَالِصَة من دون النَّاس فِي أعين البصراء بل صَحبه الَّذين صحبوا أنفاسه القدسية طول الاناء وَإِن لم يصحبوا نَفسه الزكية كصحبة الرُّحَمَاء فيا لَهُم من كرام أخلصهم الله بخالصة ذكرى الدَّار واصطفاهم لنصرة دينه وَحفظ شَرِيعَته وَتحمل عُلُوم نبيه الْمُخْتَار وناهيك بهَا من علياء ومصليا وَمُسلمًا على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد الْمَبْعُوث بمزيد الاصطفاء إِلَى الْأمة الأمية العرباء الناهض بأعباء الرسَالَة والدهر فِيهِ السَّرَّاء وَالضَّرَّاء المعيي بآيَات كِتَابه مصاقع الفصحاء والمفحم ببينات خطابه بواقع البلغاء غَايَة الإفحام والإعياء الراقي لَيْلَة الأسراء فَوق السَّمَاء مرقى مَا ترقى رقية الْأَنْبِيَاء فَأكْرم بِهِ من سَمَاء مَا طاولتها سَمَاء وعَلى أهل بَيته الطيبين الطاهرين السُّعَدَاء سلالة معشر الحنفاء الكبراء وقدوة أهل التَّقْوَى وَالْمَغْفِرَة بِغَيْر مراء الَّذين أذهب الله عَنْهُم الرجس وطهرهم تَطْهِيرا فيا للفخر والباواء وعَلى أَصْحَابه حماة حمى السّنة السّنيَّة البازغة الغراء وكماة حلبة الْملَّة الحنيفية السمحة السهلة الْبَيْضَاء وأتباعهم من أهل الحَدِيث وَحَملَة الْعلم ونقلة الرِّوَايَة ورواة الدِّرَايَة جزاهم الله أحسن الْجَزَاء مَا سح قطر الوطفاء على الرياض الْغناء
وَبعد فَلَمَّا من الله تَعَالَى عَليّ وَله الْحَمد وَالثنَاء بتحصيل الْكتب السِّتَّة فِي الحَدِيث وقراءتها وَأحسن إِلَيّ وَله الْعِزّ والبقاء بتكميل تِلْكَ الصُّحُف الْعلية وروايتها انبعثت دَاعِيَة الشوق مني إِلَى العثور على تأليف مُفْرد فِي هَذَا الْبَاب مُشْتَمل على مَا لَا بُد من تعلمه لطَالب السّنة
1 / 11