هندوسی: مقدمهای بسیار کوتاه
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرها
يكون الإله أكثر قربا عندما يكون إلها مكرسا للتقديس في المعبد؛ ففي معبد رادها-رامان في فريندابان بالمنطقة التي شهدت طفولة كريشنا، حيث لعب مع الصبية والفتيات من رعاة البقر وغازل رادها، يسمح كريشنا لأتباعه بخدمته بولاء محب (بهاكتي) وتلبية كل احتياجاته. وتقدم له ولرادها الكثير من الأشياء المختلفة؛ مثل الماء للاغتسال والشرب، والملابس، والزهور، والبخور، والطعام، والتمجيد في طقس يسمى «بوجا». يوقظهما المتعبدون، ويلبسونهما، ويزورونهما، ويعبدونهما، ثم يتركونهما ليرتاحا كل يوم. وفي اللاهوت والممارسة الشايفية والشاكتية، التي تركز على شيفا وديفي على الترتيب، هناك أفكار وأنشطة مشابهة. لكن في الوقت الذي تتخذ فيه رموز فيشنو وكريشنا والإلهات في المعابد شكلا بشريا (في الواقع، البشر هم الذين يتخذون شكل أولئك الآلهة والإلهات)، نادرا ما يتخذ شيفا هذا الشكل؛ فهو يسكن في الرمز (لينجا) الدال عليه، وهو صخرة أسطوانية ملساء. وتصمم «اللينجا»، مثل رمزي كريشنا ودورجا، وتنصب في المعابد في طقوس خاصة، لكنها توجد على نحو طبيعي أيضا. وعند العثور عليها في الطبيعة، قد تعبد بوصفها الإله شيفا، على الرغم من عدم تكريسها للتقديس. (2) التعددية والتوحيد
يعيدنا ذلك إلى الإله جانيشا؛ إذ إن الأقاويل حول شربه اللبن المقدم له من تابعيه لم تقتصر على الأشكال المجسدة له في المعابد، ولكنها تضمنت أيضا صوره في منازل الناس. وبالمثل، شوهدت في مناسبات أخرى صور أو رسوم لمعلمين روحانيين وأشخاص مقدسين وهي تخرج ماء أو رمادا مقدسا على نحو إعجازي. ولا يبدو أن الأنشطة المقدسة مقصورة فقط على الأشكال التي كرست للتقديس في مراسم طقسية، وإنما أكد الكثير من علماء اللاهوت الهندوس على قوة وفضل الإله أو الإلهة، وعلى أن هذه القوة والفضل ينعكسان في التصور غير اللاهوتي عن طريق إدراك أن الإله قد يظهر أو يعطي إشارة في أي وقت لتشجيع تابعيه أو مكافأتهم أو تحذيرهم، أو حتى معاقبتهم. والقصص المذكورة في «بورانا» والتقاليد المحلية والروايات السردية لخبرات الأقارب والجيران تكرر هذه الفكرة وتؤكد عليها.
شكل 5-2: مزار على جانب الطريق لشيفا وديفي.
فيشنو وشيفا
منذ عصر نصوص «أوبانيشاد» المتأخرة، صار فيشنو وشيفا إلهين مشهورين، واعتبرا جديرين بالعبادة والخدمة من تابعيهما الذين أشير إليهم باسم «الفايشنافا» و«الشايفا» على التوالي. وظهرت الممارسات العقائدية والتعاليم المذهبية، وفي قصص هذين الإلهين أو أساطيرهما المسجلة في نصوص «بورانا»، تم وصفهما على نحو رمزي؛ فتم تصوير شيفا على أنه زاهد يعيش في الهيمالايا، وفيشنو على أنه شاب أزرق اللون يحمل في أياديه الأربعة قرصا وصولجانا ومحارة وزهرة لوتس. واعتقد أتباع كل من هذين الإلهين أن من يعبدونه هو الإله الأعلى المتسامي، لكنه باطني ويسكن داخل كل شخص في الوقت نفسه. فارتبط شيفا بأسرة إلهية حصل من خلالها على قواه. أما فيشنو، فقد أكد على تأثيره الإلهي باتخاذه شكل حيوان أو إنسان في فترات الظلام والانحدار الأخلاقي. وفي نهاية فترة ظهور نصوص «بورانا»، تم تسجيل عشر صور تجسيدية (أفاتارا) رئيسية للإله فيشنو، وهي: • ماتسيا: السمكة. • كورما: السلحفاة. • فاراها: الخنزير البري. • ناراسيمها: الأسد. • فامانا: القزم. • باراشوراما: راما يحمل فأسا. • راما. • كريشنا. • بوذا. • كالكي: «الحصان الأبيض»، الذي سيأتي في نهاية عصر الظلام أو «كالي يوجا».
لقد نظر أيضا لراما وكريشنا على أنهما إلهان مستقلان وعظيمان في ذاتيهما؛ فيتم تصوير راما كمحارب يحمل قوسا وأسهما، وتصاحبه زوجته سيتا وأخوه لاكشمانا وخادمه المخلص هانومان؛ القرد المحارب. أما كريشنا، فيتم تصويره عادة كصبي راع للبقر يلعب على الناي وتحيط به الأبقار ، أو يلعب مع أصدقائه، أو يعاكس الفتيات القائمات على رعاية البقر (الجوبي). وفتاته المفضلة هي رادها، ويظهران معا عادة في اللوحات والرموز الموجودة في المعابد. ويتم تصوير كريشنا أحيانا في صورة طفل لعوب أو سائق العجلة الحربية الذي يصاحب أرجونا بطل «بهاجافاد جيتا».
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك كيفية العثور على الأرواح الأنثوية خارج القرى الهندية في الحقول والأشجار والصخور والشجيرات. ويمكن رؤية العلامات المعبرة عن ردود الفعل تجاه وجود هذه الأرواح في كل مكان؛ ومنها قطع القماش المربوطة في أفرع الشجر، والطعام وغيره من القرابين المتروكة على جوانب الطرق، والصخور المزينة بورق الفويل أو الطلاء الأحمر أو المسحوق. وهذه العلامات أدلة على استرضاء شبح (بوت) أنثوي أو إلهة محلية (ماتا). يتجنب الناس الأشباح خوفا من سخطها، لكنهم يعبدون الإلهات المحليات ليحظوا بنعمها أو بركاتها. تحوم تلك الأرواح الأنثوية بالقرب من الأماكن التي لاقت فيها - في حياتها - مصيرا مشئوما وسابقا لأوانه بالموت أو ماتت فيها دون أبناء. وبعض هؤلاء السيدات، اللاتي يعبدن بوصفهن إلهات محليات، قد تكون حياتهن انتهت بالحرق في محارق أزواجهن الجنائزية.
يمكن أن يعكس الناس والأشياء وجود ما هو خارق للطبيعة؛ فقد رأينا من قبل أن الذات (أتمان) خالدة وإلهية، سواء اعتبرت مطابقة للحقيقة المطلقة أو الإله أو منفصلة عنها أو عنه. ويوصف عادة الأشخاص الذين تعكس أفعالهم إدراكا ذاتيا بالمهاتما؛ أي الذوات العظام. وقد كان غاندي - الذي سنتحدث عنه أكثر في الفصل التالي - أحد أولئك الأشخاص. لكن ثمة أشخاصا آخرين يظهرون ما هو إلهي بأسلوب مختلف تماما، عن طريق التلبس؛ فعندما يتلبسون، لا يكونون هم المتحدثين أو الفاعلين، وإنما الإله (أو الإلهة) الموجود بداخلهم. وفي موعد العيد في كيرالا، تلبس آلهة «تيام» الراقصين المبهرجين على نحو رائع، ويندمجون بعد ذلك مع الجماهير المتجمعة لعمل طقس الدارشانا. وفي أثناء عيد دورجا بوجا في بنغال ومناطق أخرى بشمال الهند، تسكن الإلهة دورجا بعض المتعبدين بانتظام. ومن خلال تجسدها داخل هؤلاء المتعبدين، قد ترقص بين أتباعها ، وتجيب على أسئلتهم ، وتقدم لهم النصيحة. ويعد وجود الإلهة في مثل هذا التجمع أمرا ميمونا ومباركا للجميع.
إذا تجلى الإله في هذا العدد الهائل من الصور والأماكن، فهل كان الزائرون الأوروبيون على حق عند افتراضهم أن الهندوسية ديانة متعددة الآلهة؟ لا شك أن ثمة عددا هائلا من الآلهة يعبدها الهندوس، لكننا إذا عدنا لحظات إلى «أوبانيشاد»، فسنجد أن الآلهة المتعددة والإله الواحد ليسا منفصلين. سأل أحد الباحثين عن الحقيقة الحكيم ياجنافالكيا عن عدد الآلهة، فأجاب: - ثلاثمائة وثلاثة، وثلاثة آلاف وثلاثة. - نعم، بالطبع. لكن، حقا، ياجنافالكيا، كم عدد الآلهة؟ - ثلاثة وثلاثون. - نعم، بالطبع. لكن، حقا، ياجنافالكيا، كم عدد الآلهة؟ - ستة. - نعم، بالطبع. لكن، حقا، ياجنافالكيا، كم عدد الآلهة؟ - ثلاثة. - نعم، بالطبع. لكن، حقا، ياجنافالكيا، كم عدد الآلهة؟ - اثنان. - نعم، بالطبع. لكن، حقا، ياجنافالكيا، كم عدد الآلهة؟ - واحد ونصف. - نعم، بالطبع. لكن، حقا، ياجنافالكيا، كم عدد الآلهة؟ - واحد.
أوبانيشاد: بريهادارانياكا أوبانيشاد
صفحه نامشخص