هند پس از گاندی
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
ژانرها
لذا يواجه المؤرخون المعاصرون تحديا من قرائهم يجنبه زملاؤهم الذين يتناولون أزمانا أقدم بالدراسة، إلا أنه ثمة تحد آخر ربما لا يقر به بالقدر ذاته، وهو أن «المؤرخ نفسه مواطن»؛ فالباحث الذي يختار أن يكتب عن حرب فيتنام لديه بالفعل آراء قوية عن موضوع بحثه. أما الباحث الذي يكتب عن الحرب الأهلية الأمريكية فستكون آراؤه أضعف، والباحث الذي يكتب عن حرب الاستقلال الأمريكية ستكون آراؤه أضعف وأضعف؛ فالمؤرخ كالمواطن؛ «كلما دنا المرء من الحاضر، زاد ميله إلى إصدار الأحكام».
لقد حاولت أثناء كتابة هذا الكتاب أن أبقي حكمة ميتلاند نصب عيني دائما، وكان دافعي الفضول أكثر من اليقين، والرغبة في الفهم أكثر من الرغبة في إصدار الأحكام، وسعيت إلى ترجيح كفة المصادر الأولية عن المؤلفات المكتوبة بأثر رجعي، حتى يتسنى لي تفسير واقعة حدثت عام 1955 - مثلا - بما كان معروفا عام 1955 لا عام 2005؛ فهذا الكتاب ليس أكثر من محاولة في المقام الأول لرواية التاريخ الحديث لسدس البشرية، فهو سرد وتحليل للشخصيات والخلافات والموضوعات والعمليات الرئيسية في الهند المستقلة، إلا أن أسلوب السرد مدفوع بغايتين رئيسيين: إيلاء الاعتبار اللازم للتنوع الاجتماعي والسياسي الذي تتسم به الهند، وحل اللغز الذي طالما واجه الباحثين والمواطنين، الأجانب منهم وأصحاب البلد، وهو: لماذا ثمة هند من الأساس؟
الجزء
لم الشمل
الفصل الأول
الحرية وتناحر الأشقاء
إن انتهاء الحكم البريطاني للهند أمر يستحيل تصوره ببساطة في الوقت الحالي، وربما لفترة طويلة من الآن، والاستعاضة عنه بحكومة أو حكومات محلية حلم جامح إلى أقصى حد ... فبمجرد أن يبحر آخر جندي بريطاني بعيدا عن بومباي أو كراتشي، ستصير الهند ساحة قتال للقوى العرقية والدينية المتناحرة ... والحضارة المسالمة التقدمية - التي أتت بها بريطانيا إلى الهند ببطء وثبات - ستذوى بين ليلة وضحاها.
جيه إي ولدون، أسقف كلكتا سابقا، عام 1915
لا يداخلني شك في أنه لو كانت الحكومات البريطانية مستعدة لأن تمنح عام 1900 ما رفضت أن تمنحه في ذلك العام ولكنها منحته عام 1920، أو أن تمنح عام 1920 ما رفضت أن تمنحه في ذلك العام ولكنها منحته عام 1940، أو أن تمنح عام 1940 ما رفضت أن تمنحه في ذلك العام ولكنها منحته عام 1947؛ لأمكن تفادي تسع أعشار البؤس والكراهية والعنف والاعتقالات والإرهاب والقتل، والجلد بالسياط، وحوادث إطلاق النار، والاغتيالات، وحتى المذابح العرقية التي حدثت، ولربما تحقق انتقال السلطة سلميا، بل ربما تحقق دون تقسيم.
ليونارد وولف، عام 1967
صفحه نامشخص