هند پس از گاندی
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
ژانرها
75
6
يجوز قول إن نزاع عامي 1947 و1948 لم يسفر إلا عن خاسرين؛ فالوضع المعلق - إذ لم تفلح أي من الدولتين في ضم الولاية كاملة - أضر بالطرفين، ولا يزال يضرهما حتى الآن. لهذا نمت نظريات المؤامرة وازدهرت؛ فعلى الجانب الهندي، وجهت أصابع الاتهام إلى الحاكم العام البريطاني، الذي رفع القضية إلى الأمم المتحدة، وإلى الجنرال البريطاني المسئول عن قيادة الجيش الهندي، الذي قيل إنه منع قواته من الزحف إلى شمال كشمير.
76
ولكن الباكستانيين بدورهم ألقوا اللوم على ماونتباتن؛ إذ ظنوا أنه تآمر مع السير سيريل رادكليف حتى يهدي مقاطعة جورداسبور إلى الهنود، فيفتح أمامهم الطريق إلى كشمير.
77
ولاموا حكومتهم نفسها على عدم تقديمها مزيدا من العون إلى الغزاة؛ فكما قال أحد كبار موظفي الخدمة المدنية متحسرا عام 1998:
كانت فرصة باكستان الوحيدة في الحصول على كشمير هي الحرب الخاطفة، التي تجتمع فيها دعوة الجهاد مع السرعة والمفاجأة؛ لوضع العدو أمام الأمر الواقع قبل أن يتسنى له الإفاقة من الصدمة؛ فقد كنا ندرك تمام الإدراك أن ذلك الغزو القبلي كان الوسيلة الوحيدة للتصدي لخطط الهند، وتعويض ضعف باكستان من الناحية العسكرية ... العنصر الوحيد الذي حسم المسألة في غير صالح باكستان كان القيادة المعيبة للجماعة القبلية ... كان ذلك هو الخطأ الوحيد - والحاسم - وينبغي لمنظمي الغزو ... أن يتحملوا مسئوليته.
78
سيعود هذا الكتاب إلى كشمير بصفة متكررة، ولكن دعوني أنهي هذه الدراسة لأصول النزاع ببعض العبارات المستبصرة التي أدلي بها آنذاك. جاءت الأقوال المقتبسة أدناه من معلقين تحدثوا لا عام 1999 أو عام 2000، وإنما في السنوات الأولى من النزاع.
صفحه نامشخص