هذا ما انتهينا إليه يا اميليا الحسناء، وغدا سأكون موضع حقد الناس أو عطفهم. فإما أن أنعت بالقاتل الأثيم أو بالمنقذ، وإما أن ألقب باسم قيصر والأمير أو باسم المختلس. فإذا أحرزنا الفوز على الطاغية نلنا الفخار، وإذا فشلنا بؤنا بالشنار.
13
الشعب لا ضابط له بإزاء الطغاة، إذا كرههم موتى عبدهم أحياء. إما أنا فسواء علي ألان لي جانب الآلهة أم جفا، وسواء علي أدفعني إلى المجد أم أسلمتني إلى القصاص، وسواء علي أكانت روما لي أم كانت علي. ففي بذل حياتي لمرضاتك سأستسهل كل صعب وأحمد كل مغبة.
اميليا :
لا تخش عاقبة تلوث ذكراك. فالحسن والسيئ سيان في سبيل مجدك، والتواء الحظ في مثل مرامك قد يهدف للخطر حياتك ولكنه لا يضير
14
شرفك.
انظر إلى ما حل ببروتس وبكاسيوس! هل طمس بهاء اسميهما المتلألئين؟ وهل مات ذكرهما، وهل أصابت المنايا من أمانيهما العظيمة ما أصابته من شخصيهما؟ أما يعدان إلى اليوم آخر الأبطال من الرومانيين، لم تفتأ ذكراهما كريمة على روما بقدر ما أصبحت ذكرى قيصر من أبغض الذكريات إليها؟ ولئن كان من فاز عليهما تسنم غارب الحكم، لقد أسي الناس عليهما، ولقد ظلوا يرجون أن يخلفهما أبطال من طرازهما.
ترسم خطاهما، وأطع داعي الشرف، ولكن لا تدع الحيطة لحياتك. اذكر الحب الصادق الذي أشعل قلبينا، ولا تنس أنك تحرز جزائين: المجد، واميليا، وأن قلبك لي، وأنني مشوقة إلى إيابك، وأن حياتك أعز رغائبي، وأن أجلي مرتبط بأجلك.
ولكن أي طارئ جاء بايفندر إلينا الساعة؟
صفحه نامشخص