حکمت غرب
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
ژانرها
بشجاعة. وبعد وقت قصير توفي أمير المغول، وترك قبائله بغير القيادة التي اعتادتها، فاختفت بذلك قوة الفرسان الآسيويين المغيرين.
وربما ظن المرء أن هذه القلاقل كانت تستدعي رد فعل جريئا من جانب الكنيسة، ولكن الواقع أن اهتمام الكنيسة كان منصبا على التفاصيل الدقيقة لنظرية تعدد المسيح أو وحدانيته. فقد كان هناك من يرون أنه شخص واحد له جانبان، وهو الرأي الذي كتبت له الغلبة في النهاية، وكان أهم أنصاره هو سيريل، بطريرك الإسكندرية من عام 412م حتى 444م. وكان سيريل داعية متحمسا ضيق الأفق للشكل التقليدي للدين، وقد أظهر تحمسه بطرق عملية حين شجع على اضطهاد الطائفة اليهودية في الإسكندرية، وتآمر على تدبير جريمة قتل وحشية ضد هيباتيا
Hypatia ، وهي من النساء القليلات اللاتي يزدان بهن تاريخ الرياضيات. وقد منح سيريل في الوقت المناسب لقب القديس.
ومن جهة أخرى، فإن أتباع نسطوريوس
Nestorius
بطريرك القسطنطينية، كانوا يؤيدون الرأي القائل إن هناك شخصين: المسيح الإنسان والمسيح ابن الله، وهو رأي كانت له سوابق غنوصية، كما أوضحنا من قبل. ولقد كان للنظرية النسطورية مؤيدوها في آسيا الصغرى وسوريا أساسا. وقد بذلت محاولة للتغلب على هذا الخلاف اللاهوتي، ودعي مجلس للاجتماع في إفسوس
Ephesus
عام 431م. وعمدت الجماعة المؤيدة لسيريل إلى الوصول إلى مكان الاجتماع أولا، واتخذت بسرعة قرار مؤيدا لموقفها قبل أن تتاح للمعارضة فرصة الدخول، وأعلن أن النسطورية أصبحت منذ ذلك الحين هرطقة، وساد الرأي القائل إن المسيح شخص واحد. وبعد وفاة سيريل ذهب مجلس كنسي آخر عقد في إفسوس عام 449م إلى أبعد من ذلك، وأعلن أن المسيح ليس فقط شخصا واحدا، بل إن له طبيعة واحدة. وأصبح المذهب يعرف باسم «بدعة الطبيعة الواحدة
Monophysite Heresy ». وقد أدانته الكنيسة في قلقدون
Calcedon
صفحه نامشخص