حکمت غرب
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
ژانرها
على يوجينيوس في عام 394م.
لقد كان الخلاف بين أمبروز وجوستينا راجعا إلى اعتناقها للمذهب الأرياني، ومطالبتها بأن يخصص مكان للعبادة في ميلانو من أجل الفرق القوطية التي كانت تابعة لهذا المذهب، غير أن الأسقف لم يقبل ذلك، وانحاز الناس إليه في موقفه هذا. وعندما أرسل جنود قوطيون للاستيلاء على الكنيسة، اندمجوا مع الشعب، ورفضوا استخدام القوة. والواقع أنه كان من أوضح علائم الشجاعة عند أمبروز عدم استسلامه في مواجهة مرتزقة مسلحين من البرابرة، واضطره إصراره إلى الاستسلام مما أعطى أمبروز نصرا معنويا هائلا في كفاحه من أجل استقلال الكنيسة.
غير أن أعمال الأسقف لم تكن كلها جديرة بالثناء كهذا العمل.
ففي خلال حكم ثيودوسيوس، عارض الإمبراطور الذي كان قد أمر أسقفا محليا بأن يدفع تعويضا مقابل تحريضه على حرق كنيس يهودي، وكان الإمبراطور حريصا على ألا يشجع هذا النوع من الإرهاب، ولكن أمبروز ذهب إلى أنه ليس من الواجب بأي حال أن يعد أي مسيحي مسئولا عن تعويض مثل هذا الضرر، وهو مبدأ خطير أدى إلى قدر كبير من الاضطهاد في العصور الوسطى.
وعلى حين أن أهم مزايا أمبروز كانت تكمن في ميدان الإدارة والقيادة السياسية، فإن جيروم كان من أبرز مثقفي عصره. وقد ولد عام 345م في ستريدون
Stridon
قرب حدود دلماشيا، ورحل وهو في الثامنة عشرة إلى روما للدراسة، وبعد بضع سنوات من التجوال في بلاد الغال استقر في أكويليا
Aquileia
بالقرب من مسقط رأسه، وفي أعقاب بعض المشاحنات، رحل إلى الشرق، وقضى خمس سنوات ناسكا في الصحراء السورية، ثم توجه إلى القسطنطينية، وعاد إلى روما حيث ظل من 382م إلى 385م. وكان الباب داماسوس قد توفي قبل عام، ويبدو أن خليفته لم يكن ميالا إلى القول المشاكس، وهكذا توجه جيروم مرة أخرى إلى الشرق، مصحوبا هذه المرة بمجموعة من سيدات روما الفاضلات اللاتي كن يعتنقن آراءه في الامتناع عن الزواج والتعفف، واستقروا أخيرا في دير في بيت لحم عام 386م إلى أن مات عام 420م، وأعظم أعماله هو الكتاب المقدس اللاتيني الشعبي
Vulgate
صفحه نامشخص