حکمت متعالیه
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
1981 م
الناس ولا نفس القلع والقرع كما زعمه آخرون فان التموج محسوس باللمس لان الشديد منه ربما ضرب عن الصماخ فسده والقلع والقرع محسوسان بالبصر بتوسط اللون ولا شئ من الأصوات يحس باللمس أو البصر فليس التموج بصوت ولا القلع والقرع وأيضا الشئ قد يعلم منه انه تموج أو قلع أو قرع ويجهل كونه صوتا وقد يعلم الصوت عندما يكون الأمور الثلاثة مجهوله فهي غير الصوت فصل [2] في اثبات وجود الصوت في الخارج لاحد ان يقول إن الصوت لا وجود له في الخارج بل انما يحدث في الحس من ملامسة الهواء المتموج واستدلوا على ذلك بانا كما أدركنا الصوت أدركنا مع ذلك جهته أيضا ومعلوم ان اثر الجهة لا يبقى في المتموج الذي عند الصماخ فكان يجب ان لا يدرك جهاتها كما أن اليد تلمس ما تلقاه ولا يشعر به الا حيث تلمس من غير أن يدرك الفرق بين وروده من اليمين أو من الشمال لأنها لا تدرك الا حين انتهى إليها ولا التمييز بين الجهات ولما كان بالسمع يقع التميز بين الجهات وكذا بين القريب والبعيد من الأصوات علمنا انا ندرك الأصوات الخارجية حيث هي فيكون موجودا خارج الصماخ.
واعترض بانا انما ندرك الجهة لان الهواء القارع للصماخ انما توجه من تلك الجهة وانما تميز بين القريب والبعيد لان الأثر الحادث عن القرع القريب أقوى وعن البعيد أضعف.
ودفع الأول بان ذا الصوت قد يكون على يمين السامع ويسمع بالاذن الأيسر لانسداد في الاذن الأيمن وله شعور بالجهة والثاني بأنه باطل والا لما كنا ندرك التفرقة بين البعيد القوى والقريب الضعيف ولكنا إذا سمعنا صوتين متساويين في البعد مختلفين بالقوة والضعف وجب ان يظن اختلافهما بالقرب والبعد.
صفحه ۹۸