حکمت متعالیه
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
1981 م
لذاته وفوق كل بعد مادي بعد آخر مادي إلى أن ينتهى إلى بعد هو آخر الابعاد المادية الوضعية وفوقه بعد غير محتاج إلى مادة ولا قوة انفعالية لغلبة احكام الفعلية والصورية عليه وهو غير متشكل بشكل من الاشكال الوضعية ولا أيضا يقابل الإشارة الحسية بل يقبل الإشارة الخيالية ويشبه ان يكون المراد بسدرة المنتهى في لسان الشريعة هو آخر الابعاد الوضعية وبالعرش الذي يستوى عليه الرحمة الإلهية هو ما يحيط بجميع المتماديات الحسية إحاطة غير وضعية فيكون ذا جهتين وواسطة بين العالمين فمن أحد الجانبين وهو الاعلى ينفعل عن الحق بالصور والتماثيل ومن الجانب الأسفل يتصل بالصور الجسمية النوعية وأبعادها المادية كالخيال الذي فينا فإنه جوهر مقداري ذو فسحه امتدادية وهو ينفعل عن الحق بالصور المثالية الفائضة منه عليه ويتصل بالبدن ومقداره المادي لأجل ضعف وجوده ابتداء فإذا استكمل ينفصل عن البدن لا كانفصال جسم عن جسم بل كانفصال كاتب عن كتابته أو قائل عن قوله وموضع تحقيق هذا المقصد حين خوضنا في علم المعاد وسيأتي باقي مباحث الكم في البحث عن الزمان ومن الله العصمة والسداد الفن الثاني في مقولة الكيف وهو مشتمل على مقدمه وأربعة اقسام المقدمة في رسم الكيف وتقسيمه إلى أنواعه الأربعة اما الرسم فاعلم أن لا سبيل إلى تعريف الأجناس العالية الا الرسوم الناقصة إذ لا يتصور لها جنس وهو ظاهر ولا فصل لان التركب من الامرين المتساويين يكون كل منهما فصلا مجرد احتمال عقلي لا يعرف تحققه بل انما يقام الدليل على انتفائه ولم يظفر للكيف بخاصة لازمه شاملة الا المركب من العرضية والمغايرة للكم والاعراض النسبية لكن هذا التعريف لها تعريف للشئ بما يساويه في المعرفة والجهالة لان الأجناس العالية ليس بعضها أجلى من البعض ولو جاز ذلك لجاز مثله في سائر المقولات بل ذلك أولى لأن الأمور النسبية لا تعرف الا بعد معروضاتها التي هي الكيفيات فعدلوا عن ذكر كل من الكم والاعراض
صفحه ۵۸