حکمت متعالیه
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
1981 م
كبيرا ويتكاثف فيشغل حيزا صغيرا مع بقاء صورته الجسمية بحالها فعلم أنها في حد ذاتها ليست شاغله للحيز والا لما اختلفت الشغل مع اتحادها واما سائر الصور والاعراض فلا يشغل الأحياز شغلا بالذات بل الشاغل بالذات هو المقدار فعلمنا ان المانع من التداخل هو المقدار فلو كان المكان بعدا يلزم التداخل المستحيل.
أقول الترديد غير حاصر والمنع في كل منها الا الاعراض وارد لاحتمال ان يكون المانع من التداخل الهيولى مع المقدار أو الصورة معه أو هو مع المادة والذي يؤيد هذا انا نتخيل مقدارا عظيما مثل العالم بمجموع ما فيه من السماوات والأرضين ونتخيل مقدارا آخر اضعاف المقدار الأول أو مثله داخلا فيه وهكذا نتخيل فسحه بعد فسحه بحيث لا تمانع فيها ولا تفاسد بل مع بقاء هذه العوالم المقدارية بحالها وكثير من أهل السلوك يشاهدون في بداية سلوكهم عوالم كثيرة مقدارية لا تزاحم ولا تضائق بينها وما يروى عن قائدنا وهادينا ص انه رأى ما بين قبره ومنبره روضه من الجنان ورأى في عرض الحائط جنه عرضها السماوات والأرض ورأى مره جبرئيل كأنه طبق الخافقين ورأى أمته ليله المعراج وقد انسد الأفق بوجوه أخيارها.
وأيضا القائلون بان الرؤية بانطباع شبح المرئي في العضو الجليدي يلزمهم التداخل في المقدار لكن لما كان مقدار الشبح مجردا وإن كان مقدار العضو ماديا جاز التداخل بينهما فعلم من هذا كله ان المانع من دخول الأجسام بعضها في حيز بعض ليس مجرد المقدار بل بشرط المادة والسر فيه ان معنى كون الشئ ماديا انه مصحوب بالقوة والاستعداد بما هو استعداد لا يجامع الفعلية الا ان الكم المتصل في قبول التعدد فإذا صار منفصلا انعدمت هويته الاتصالية وفي المنفصل قوة الاتصال فإذا اتصلت المنفصلات بطلت هوياتها الاتصالية فكذلك في شان الجسم ان يحل مكانا ولا يحصل ذلك الا بزواله مع المكان الأول وكما لا يحل جسم مكانين معا لا يحل جسمان مكانا واحدا لا لاباء المكان عنهما بل
صفحه ۴۷