138

============================================================

وعلى العاقل محاسبة نفسه وتخاصمتها والقضاء عليها والإبانة لها ثم التنكيل بها أما المحاسبة فيحاسها مماله، فانه لا مال له إلا أيامه المعدودة الى ما ذهب منها لم يستخلف النفقة ، وما جعل منها فى الباطل لم يرجع فى الحق فيتنبه لهذه المحاسبة عند الحول إذا حال والشهر إذا انقضى واليوم إذا ولى . فينظر (1) فيما أفى من ذلك وما كسب لنفسه وما اكتسب عليها فى أمر الدين وأمر الدنيا محساب فيه إحصاء وجد وتذكير وتبكيت للنفس وتذليل لها حى تعترف وتذعن. فأما الخصومة فإن من طباع التفس الأمارة بالسوء أن تدعى فيما مضى العذر(2)، وفيما بقى الأمانى ، فيرد عليها معاذيرها وعللها وشبهاتها . فأما القضاء فانه بحكم فيما أرادت(2) من ذلك على السيية أنها سيئة، والسيئة فاضحة مردية موبقة، وعلى الحسنة أنها زائنة وأنها مريحة منجية . وأما الابانة والتفصيل فانه يسر نفسه بتذكير تلك الحسنات، ويرجو عواقها، ويأمل فضلها، ويعاتب نفسه على الحقيقة إذا تذكر السيئات فاستبشعها واقشعر13/ منها فحزن على ما ارتكبه منها : وعلم أن أفضل ذوى الألباب اكثرهم محاسبة (4) لنفسه وأقلهم فترة فيها .

وأما التنكيل بها فانه يعاقبها إذا عصته فى بعض الأوقات بالزامها ما يشق عليها من الصوم والطى والعيادات التقيلة والسعى الذى فيه طول ومشقة إلى المواضيع التى يشرفها الناس: وعلى العاقل أن يذكر الموت فى كل يوم وليلة مرارا : يباشر القلب ويقدع (5) الطماح ، فان فى كثرة ذكر الموت عصمة من الأشر وأمانا من الهلع .

وعلى العاقل أن يحصى على نفسه مساوثها فى الدين وفى الرأى وفى الأدب.

فيجمع (4) ذلك كله فى صدره أو فى كتاب، ثم يكثر عرضها على نفسه ويكلفها إصلاحه، ويوظف ذلك (2) عليها من إصلاح الخلة أو الخلتين أو الخلال فى اليوم أو الحمعة أو الشهر . وكلما (8) أصلح شيئا محاه، وكلما (1) ص: ينتظر (4) ف: والعدر وهو تحريف 3) ص: رادت (4) ص : لها ، وكذا فى ف: (5) ص: يقزع : 2) ف : فيجتع ذلك فى صدره 7) عليها: ناقصة فى ف (4) ف: فكلما:

صفحه ۱۳۸