وقد يصل بنا اكتمال مثل هذا التصور إلى حد عقد حلقات وسيمنارات محلية وقطرية قد ترصد لها تقديرات معنوية وجوائز منها الكاميرات والمسجلات الصوتية، قد تصل مستقبلا إلى حد المهرجانات وإحياء سوق عكاظ القديمة.
ويصل بنا مثل هذا الاستطراد إلى إعطاء اهتمام خاص للاحتفالات الشعبية والموالد، التي فيها يطل الاحتفاء بمثل هذه الفنون والثقافات المتبقية إلى أقصى النشاطات، مع البحث في ظاهرة الموالد ذاتها التي قد تصل بنا إلى بقايا طوطمية وتقويمية وتقديس للمحاصيل والأشجار المحلية كما هو معروف. (5)
فمن منطلق البحث في أطر أكثر تميزا لفولكلورنا العربي، ومن مدخل أنه أصبح في مقدور علم الفولكلور إعادة إنارة وتوضيح المدونات التاريخية، وإعادة ضبطها وتحريكها من أقدم مواقعها.
الخرافة المحلية
لذا من المفيد إعطاء اهتمام خاص للخرافة المحلية وظواهرها على طول البلدان العربية؛ نظرا لعلاقتها الشديدة بالأصول والمنابع الأولى للميثولوجيا العربية السامية، وجانبها الشعائري الأنيزمي إلى اليوم.
فما من شك في أن التوصل إلى إضافات ملفتة وهامة في حالة الاهتمام بالفولكلور العربي الأفريقي، في الحبشة والسودان والصومال والنوبة ومصر العليا، وبقية الكيانات الأفريقية التي سيشملها الاهتمام، وبالطبع يجيء هذا من المنطلق القومي اللغوي العربي.
ذلك أن الميثولوجيين الساميين سموا كل ذوي البشرة السوداء كوشيين،
2
وذلك نسبة إلى حام - ابن اللعنة - الذي تحمل أبناؤه فيما حجهم للبيت، فلعنه نوح: «اللهم سود وجهه ووجه من عصى ووطئ بعد وزر أو خطايا أبيهم حام، حين عصى حام أباه نوح، وجامع امرأته خلال امرأته»، وعندما ولدت امرأة حام غلاما جاء أسود اللون وسموه كوشا، وولد لكوش الحبشة بن كوش، أما شقيقه الثاني الذي لحقته لعنة أبيه أيضا - وهو «ماريع بن حام» - فقد ولد ثلاثة أولاد أو أجناس، هم: كنعان بن ماريع، وبربر بن ماريع، والنوبة بن ماريع.
وكذلك فقد يصل بنا دأب الجمع للخرافات المحلية التي خلفتها الأقوام السامية العربية على أعلى قمم
صفحه نامشخص