ونفس المقولة ترد في السبحة،
2
حيث يصل العجب بالملك أو المالك صاحب العمارة مداه من أحد العمال - فاعل - الذي يعمل بهمة، وأيقن أن امرأته هي سبب هنائه وراحة باله، وحين يقرر الملك امتحانها والتعرف عليها وينجح فعلا في زيارتها، تصنع له الزوجة سمكا مطبوخا وزعته على أربعة أطباق، على أن يتذوقه الملك قائلا: «طعم واحد.» وهنا عاجلته الزوجة الوفية راجحة العقل: «هكذا نحن يا ستات ... طعم واحد.» ولعلها - كما يذكر القارئ - فكرة أخلاقية ماركسية، وردت في الرسائل اللينينية مع إحدى المفكرات الماركسيات.
لكن يلاحظ ثبات وجوهرية الإدانة الأزلية للمرأة، من قبل الرجل طبعا، منذ أساطير الخلق السامية الأولى، فحتى في التحولات الشعائرية السحرية المرأة دائما حية رقطاء. وفي حكاية فن النساء الذي غلب فن الرجال، تنتصر الفتاة بعد أن تسببت في أن يتزوج بطل الحكاية الفتاة الكسيحة.
أما كبيرة الكبائر المدانة البغيضة في تراث حكايات القرابة والزواج، فهي المرأة الفتانة، فالحراث الفقير الذي استلفت نظر الملك المتنكر ووزيره حين كان يحرث حقله، «وفي بطن الحقل يرقص رقصة، وفي صدرها أخرى»؛ نظرا لأن نساءه الثلاث يرحن باله، حتى إن الملك أقدم على أخذ نسائه الثلاث وإعطائه غيرهن؛ لكي يتعرف سر حب النساء له، فكان أن أقدم الفلاح الحراث على خنق المرأة التي خصالها الفتنة، بينما أبقى على الفتاتين: الزانية واللصة، مطلقا لهما التعبير عن أنفسهما.
ويلاحظ أن الحكاية التي يتضمن موضوعها على تعدد الزوجات لا تقيم وزنا لعلاقات الزواج، بقدر ما تشير إلى انحدارها من عصور طابعها السبي والنخاسة.
الفصل الحادي عشر
خوارق الجان وخرافة الإله الحمار سعد الدين
أقف قليلا عند هذه الحكاية الخرافية عن «سعد الدين» كأنموذج لا على اعتبار أنها بالاد
1
صفحه نامشخص