ينتشر خبر بأن جارة ألقت على وجه نظلة ماء نار، متهمة إياها بمحاولة خطف زوجها.
تفقد نظلة سحرها إلى الأبد.
تضطر إلى العمل في حمام الحارة.
يشتد بي الحزن فترة من الزمن، وأردد ما سبق أن قالته أمي: الله وحده هو المطلع على الأفئدة!
الحكاية رقم «28»
يزورنا كثيرا.
أحبه لأنه يكاد أن يكون صورة متقنة لأبي؛ من أحاديثه المكررة في إلحاح أبدي أن يخاطب أبي قائلا: أيرضيك حالي هذا يا خالي؟
فيقول له أبي: يا محسن، اعتمد على الله وعلى نفسك. - يؤلمني أنني غني بما أملك من مال في الأوقاف، ولكني عاجز عن صرف مليم واحد منه. - هذا حال كثير من المستحقين.
ويضطر إلى أن يعمل كاتبا بثلاثة جنيهات شهريا في وكالة الأخشاب بحارتنا، وتحاصره ظروفه القاسية فيتزوج من سوسن بنت نعمات الدلالة العاطلة من الجمال والمال، ويتقدم به العمر دون أن ينجب، فيمضي حياته متحسرا، وتضرع زوجته إلى الله ألا يحل عقدة الوقف، وتقول لأمي: لولا الفقر لفجر، لولا الفقر لطردني!
لا حديث له إلا الوقف، الوقف يا خالي، الوقف يا امرأة خالي، وأسمعه يردد بحرارة: يا رب، نفسي في لقمة حلوة ومسكن نظيف وملبس لائق وأنثى، أنثى حقيقية لا تمثال خشبي في هيئة امرأة، يا رب نفسي في ولد أو حتى في بنت!
صفحه نامشخص