وألاعب أنا القطة حتى تتوارى تحت الكنبة، أنظر إلى رأس ثور مثبت في الجدار فوق سيفين متقاطعين، متمنيا الوصول إليه. المضيفة تقدم لي قطعة هريسة فأتناولها. أمني النفس بحضن دافئ آخر عند انتهاء الزيارة.
ويطول الحديث ويتشعب.
وتشعل المرأة المصباح الغازي المدلى من السقف.
تدور حول المصباح فراشة.
أتساءل متى تجيء لحظة الوداع الواعدة بالدفء؟
الحكاية رقم «6»
على حصيرة واحدة نقعد صبيانا وبنات في الكتاب، نتلو الآيات بصوت واحد، ولا تفرق مقرعة سيدنا بين قدم صبي وقدم بنت. وقت الغداء يتربع كل منا مستقبلا الجدار بوجهه، يفك الصرة ويفرش منديله، كاشفا عن الرغيف والجبن والحلاوة الطحينية.
تسترق عيناي النظر إلى درويشة وهي تقرأ أو تأكل.
في الطريق أتبعها حتى تميل إلى الزقاق المسدود، ثم أسير إلى بيتي حاملا لوحي وصورتها.
وفي موسم القرافة، أضيق بالمكوث في الحوش فأمرق إلى الخارج، فنتلاقى - أنا ودرويشة - بين القبور المكشوفة بلا تدبير.
صفحه نامشخص