ويتمتم بذهول: بيومي قتل زينب! •••
قليلون جدا الذين عرفوا أن رمانة فقد صديقه الوحيد وحبيبته الوحيدة، وأولئك قالوا أيضا: وهو يعلم الآن أنه فجع في الحب والصداقة أيضا!
وقالوا: لقد ذهبا مخلفين له الخيانة والخواء. •••
وعانى رمانة تغيرا في الشخصية. لم يرتد إلى الغيبوبة، لكن تسلل إلى صميم روحه الخمول وخيم عليه الصمت، عاش محتجا رافضا كارها، يذبل ويهزل، حتى مرض مرضا أقعده عن العمل، واسود الأفق في عينيه.
وأرادت أمه أن تعزيه فقالت: لست فريدا في مصابك فمصائب الدنيا لا تعد ولا تحصى!
فغادر المسكن من فوره قاصدا قسم الجمالية، مثل بين يدي المأمور وقال بهدوء: أنا قاتل زينب بياعة الحلي الزجاجية.
الحكاية رقم «61»
ابن عيشة صعلوك من صعاليك حارتنا، يعيش بالتسول وخفة اليد، تسلل ليلة إلى بيت ست ماشاالله عندما ثبت له غيابها في فرح، ولسبب ما رجعت ماشاالله مبكرة على غير توقع، فما يدري إلا وهي مقبلة نحو حجرة النوم، فانذعر واندس تحت الفراش وهو يرتعد.
أشعلت المرأة المصباح، رأى ابن عيشة قدميها وأسفل ساقيها وهي تذهب وتجيء، وسمعها وهي تترنم بحنان:
لك علي لما تيجي تبقى ليلة أبهة
صفحه نامشخص