حکایات آندرسن: مجموعه اول
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
ژانرها
راحت السمكة تسبح هنا وهناك، وهي تدور وتتلوى وتقوم بحركات غريبة جدا، حتى سكنت تماما عن الحركة في النهاية.
لقد اخترقها شيء مثل وميض من ضوء النهار، وقال صوت: «جندي صفيح!» كانت السمكة قد اصطيدت، وأخذت إلى السوق، وبيعت واشتريت، وأخذت إلى المطبخ، حيث قطعتها الطاهية بسكين كبيرة. أمسكت الطاهية الجندي الصفيح بالسبابة والإبهام وأخذته إلى الحجرة حيث كانت الأسرة جالسة، وحيث كان الجميع يتوقون لرؤية الرجل العظيم الذي سافر في حوصلة سمكة؛ لكن الجندي الصفيح ظل دون حراك؛ إذ لم يكن مزهوا على الإطلاق.
وضعوه هناك على الطاولة. لكن كيف يمكن أن يحدث شيء بهذه الغرابة البالغة؟ لقد صار الجندي في الحجرة نفسها التي كان فيها من قبل. ورأى نفس الأطفال، ونفس اللعب موضوعة على الطاولة، وبينها الفتاة الراقصة الحسناء، التي كانت لا تزال واقفة على ساق واحدة. وكانت هي الأخرى صامدة. تأثر الجندي بهذا الموقف بشدة، وكان من الممكن أن يذرف دموعا من صفيح، لكن لم يكن هذا لائقا. نظر إليها ونظرت إليه، لكن لم ينبس أي منهما ببنت شفة.
بعد ذلك أخذ أحد الفتية الصغار الجندي الصفيح ورماه في المدفأة. لم يذكر أي سبب لفعل ذلك، لكن لا شك أن لعفريت علبة النشوق علاقة بذلك.
صار الجندي الصفيح الآن وسط لهيب النار المتوهجة. كانت الحرارة التي شعر بها رهيبة، لكنه لم يدر ما إن كانت ناتجة من النار أم الحب المشتعل في قلبه. رأى الألوان وقد اختفت تماما من زيه الرسمي، لكن لا أحد يدري ما إن كان هذا قد حدث أثناء رحلته أم من جراء الحزن الذي اعتراه. نظر إلى السيدة الصغيرة، ونظرت إليه، وشعر بأنه ينصهر؛ لكنه ظل واقفا في ثبات كدأبه، حاملا الحربة على كتفه. وإذ فجأة انفتح الباب؛ وحملت الريح الراقصة وقذفت بها في المدفأة مباشرة إلى الجندي الصفيح، فاشتعل بها لهيب النار، وتوارت! انصهر الجندي الصفيح متحولا إلى كتلة من الصفيح؛ وفي اليوم التالي وجدته الخادمة في الرماد، في شكل قلب صفيح صغير، في حين لم يتبق شيء من الراقصة سوى الوردة اللامعة، التي احترقت حتى صارت سوداء كالفحم .
عقلة الإصبع
كان هناك امرأة تتوق كثيرا إلى أن ترزق بطفل صغير، فذهبت إلى ساحرة وقالت لها: «لشد ما أتمنى أن يصير لدي طفل صغير. هل تستطيعين إخباري أين يمكنني أن أجد واحدا؟»
قالت الساحرة: «أوه، ذلك أمر يسهل تدبره. ها هي حبة شعير، لكنها ليست من نفس النوع الذي ينمو في حقول المزارعين، والذي يأكله الدجاج. ضعيها في أصيص زرع وشاهدي ما سيحدث.»
قالت السيدة: «شكرا»؛ وأعطت الساحرة اثني عشر شلنا، وهو ما كان ثمن حبة الشعير. ثم ذهبت إلى المنزل وزرعتها، فأنبتت زهرة جميلة كبيرة، تشبه التوليب بعض الشيء في شكلها، لكن أوراقها مضمومة بإحكام كما لو كانت لا تزال برعما.
قالت السيدة: «إنها زهرة جميلة.» وقبلت البتلات الحمراء والذهبية اللون؛ وما إن فعلت هذا حتى تفتحت الزهرة، فرأت أنها كانت زهرة توليب بحق. لكن بداخل الزهرة، على الأسدية الخضراء المخملية، كانت تجلس فتاة صغيرة في غاية الرقة والحسن. كانت بالكاد في نصف طول إصبع الإبهام، فسموها عقلة الإصبع، لأنها كانت ضئيلة جدا.
صفحه نامشخص