حکایات آندرسن: مجموعه اول
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
ژانرها
لكن الجندي الصفيح تظاهر بأنه لم يسمعه.
قال العفريت: «فلتنتظر فقط حتى غد إذن.»
في صباح اليوم التالي، حين استيقظ الأطفال كان الجندي الصفيح موضوعا على حافة النافذة، وسواء كان العفريت أو الريح هي من فعلت هذا، فقد انفتحت النافذة فجأة، فسقط الجندي الصفيح برأسه من الدور الثالث إلى الشارع بالأسفل. لقد كان سقوطا هائلا! فقد تشقلب في الهواء عدة مرات، حتى هبط أخيرا، حيث استقر بقبعته وحربته بين بلاط الشارع، بينما وقفت ساقه الواحدة منتصبة في الهواء.
نزلت الخادمة والصبي الصغير في الحال ليبحثا عنه، لكنهما لم يستطيعا العثور عليه رغم أنهما كادا يطآنه. لو كان الجندي صاح «ها أنا ذا!» ولو مرة واحدة، ربما كانا سمعاه بمنتهى السهولة، لكنه رأى أنه من غير اللائق أن يصرخ طالبا النجدة وهو في الزي الرسمي.
بدأ المطر يتساقط الآن؛ تسارعت القطرات أكثر فأكثر حتى صار المطر غزيرا؛ وحين توقف جاء صبيان متشردان.
قال أحدهما: «انظر، على الأرض جندي صفيح. لا بد أن يخرج ويبحر في قارب.»
هكذا صنعا قاربا من جريدة قديمة ووضعا الجندي الصفيح في وسطه، فأبحر بعيدا في مجرى التصريف، بينما أخذ الصبيان يركضان بجواره، وهما يصفقان.
يا للهول! كم هزت الأمواج القارب الورقي، وكم جرت المياه سريعا! أصيب الجندي الصفيح بدوار شديد، بينما راح القارب ينحرف سريعا جدا؛ لكنه ظل ثابتا دون أن يتحرك له ساكن، وإنما شخص ببصره إلى الأمام وتشبث بحربته جيدا.
وعلى حين غرة انتقل القارب إلى بالوعة، وساد ظلام كالذي كان يغمر بيته القديم داخل الصندوق. تساءل الجندي في نفسه: «إلى أين أنا ذاهب الآن؟ نعم، لا شك أن هذا كله من فعل العفريت. وا أسفاه! فقط لو كانت السيدة الصغيرة على متن القارب معي، ما كنت سآبه حتى إن كان الظلام مضاعفا.»
في تلك اللحظة انبثق بغتة أحد جرذان الماء الكبيرة التي تعيش في البالوعات.
صفحه نامشخص