حكاية بلا بداية ولا نهاية

نجیب محفوظ d. 1427 AH
72

حكاية بلا بداية ولا نهاية

حكاية بلا بداية ولا نهاية

ژانرها

دخلت المرأة تخطف الأبصار بجمالها وبريق اللؤلؤة فوق صدرها. دعاها للجلوس وهو ينحني لها تحية، ثم قال: شرفت الدار. - شكرا. - كنت في انتظارك لتسليمك القرض كما تم الاتفاق عليه مع زوجك. - ولولا المرض لجاء بنفسه. - أعرف ذلك، شفاه الله، ولكن اسمحي لي أن أقدم لك كأسا. - شكرا.

وتنهد الرجل وقال بأسى: إذن لم تعرفيني بعد؟

فحدجته بنظرة غريبة فقال: أكثر من مرة تقابلنا بحضور زوجك، ولكنك لم تعرفيني للأسف.

لم تحول عنه عينيها فقال: لم تتغيري، أما أنا ...

هتفت: أنت؟! - أجل! - أي مفاجأة! - لا تعجبي فأنت العجب.

ولاذت بالصمت دقائق ثم سألته: أين كنت طيلة ذلك الدهر؟ - الحق أني لا أدري. - غير معقول. - هو غير معقول حقا ولكنه واقع. - كنت في مكان ما ولم تعن بالاتصال بي. - كنت في مكان ما واستحال علي الاتصال بأحد. - أين كنت؟ - في الظلام. - لا أفهم. - وليس عندي ما أقوله أكثر من ذلك، دعينا مما مضى وانقضى. - إنك لا تدري مدى تلهفي على معرفة ذلك. - وأنا عاجز عن إشباعه !

وتبادلا نظرة كئيبة حتى قال: وطلبت أنت الطلاق. - اضطررت إلى ذلك. - وتزوجت مرة بعد مرة.

فلاذت بالصمت، فقال: لك كمال مروع لا يحتمل.

فقالت بتبرم: دعنا من سيرته.

فتنهد قائلا: لذلك لا أجد فائدة في منح القرض! - ولكنك وعدته! - لن يغير من المصير المقرر.

صفحه نامشخص