حيا القادم الزوجة وجلس حيث أجلسه عبد الله إلى جانبه. - زارنا النبي يا سيد مراد عبد القوي. - انتظرتك في القهوة ولكنك لم تحضر كعادتك؟ - سأذهب إلى السينما مع الأستاذ عنتر.
ابتسم شيخ الحارة ابتسامة غامضة فقال عبد الله: هلا ذهبت معنا يا سيد مراد؟
فقال بهدوء: جئتك لغرض آخر.
فنظر الرجل نحو زوجته نظرة خاصة لتغادر الحجرة ولكن شيخ الحارة بادره: لا تزعجها، ولعله من المفيد أن تسمع حديثنا.
فتطلع إليه باهتمام حتى قال بهدوئه المألوف: سيدور الحديث حول صديقنا الإمام والمدرس!
دهش عبد الله. راقب وجه الرجل الحاد باهتمام. ولما طال السكوت قال: الحق أنه رغم صداقتكم فلا يخلو لقاء بينكم من مناوشات غير مريحة. - لا ضرر من ذلك. - ترى هل لانتصارك المتكرر عليهما في الشطرنج دخل في ذلك؟ - ليس ذاك بالتفسير المقنع. - بلى. - ولكنك تعرف لذلك أسبابا أخرى!
فلاح الارتباك في وجه عبد الله فقال شيخ الحارة: أعرف أنهما يشيعان عني أنني مرشد!
لم يخرج عبدا لله عن صمته فقال الرجل: ما عيب أن أكون مرشدا؟ ما المرشد إلا عين من عيون المصلحة العامة. - هذا حق. - ولا يخافه إلا المنحرفون. - هذا حق أيضا.
فابتسم شيخ الحارة وقال: ما علينا يا سيد عبد الله، ماذا تعرف عن الرجلين؟ - كل خير يا شيخ الحارة.
وقالت هنية: نحن مدينان لهما بسعادتنا.
صفحه نامشخص