وتوقفت لحظات كأنما تعاني ضيقا، ثم قالت غاضة البصر والصوت: ولكنك الأب الروحي للجميع!
تجلت في عينيه قسوة بالغة وقال: تنطقين عن كذب وضيع، إني أحتقر جبنك!
خرس لسانها تحت وطأة الضربة المهينة فقال بسخرية: كأنما تعترفين بجريمة مخزية!
جمعت أطراف شجاعتها لتقول: ولكن مركزك التقليدي في الحارة حقيقة لا يمكن إنكارها! - لا تتمادي في الكذب دفاعا عن أخيك. - لعل الأمر أصبح أكبر من ذلك. - لا تصري على الكذب، لا يهمك إلا أمره وحده، ألم تطلعي على نشرته المسودة بمداد الحقد؟
لم تنبس بكلمة فقال بحنق: إنك وراء ذلك كله كالدمل الكامن وراء أورام خبيثة. - ليكن ظنك ما يكون، ولكن نصف الحارة يتحرش بنصفها الآخر، وثمة عواقب وخيمة تتجمع في الأفق. - إني مؤمن بأنك وراء كل مقت في هذا الخصام الوبيل! - لقد ذهب سوء الظن بك بعيدا. - لا أشك في أنه ورث حقده الأعمى علي من حقدك الأبدي. - فليسامحك الله.
ضرب الأرض بقدمه وهتف: ليس من حقك أن تلعبي دور الضحية البريئة، لم تكوني ضحية قط!
ثم رماها بنظرة تحد وهو يقول: لقد كان ما كان وأنت في كامل اختيارك!
فتساءلت بفزع: ماذا يرجعك إلى ماض مضى وانقضى؟!
إنكم تهاجمون الأعراض وتنسون أنفسكم، فدعيني أذكرك بما كان، وبأنك لم تكوني ضحية لأحد، ولكنك تصرفت كما يجدر بامرأة مستهترة!
فهتفت: يا لك من رجل لا يفرق بين أنبل المشاعر وأحطها!
صفحه نامشخص