وطسن، ص389
هنيئا للفلاح
زراعة الأرض هي حرفة الإنسان الطبيعية.
أود من صميم قلبي أن أعيش في الحقول، وأود أن أرى الفلاح يزرع الأرض؛ لأنني أنا لست أدري كيف تزرع، إن حياة الفلاح أشرف حياة .
جورجو، ص252
غضب الآلهة
إن الشخص الوحيد الذي يجب عليه أن يكون بائسا في هذه الجزيرة (القديسة هيلانة) هو أنا؛ فأنا الذي سقطت من علو شامخ، وفقدت مجدا باذخا. إنني الآن لا أستطيع أن أسير بضع خطوات إلا إذا كان ورائي ضابط إنكليزي، ولا أستطيع أن أركب جوادي إلا إذا كان في ركابي نفر من الحرس، وكل ما أقوله أو أفعله معرض للجواسيس، وأنتم كلكم في شقاق فيما بينكم، تفاخرون بعضكم بعضا ولا تعنون بأمري، لماذا تتداخلون في شئوني وتصرحون لي برؤية من تريدون وتعوقونني عن لقاء من تشاءون. لقد حسبتم قبل مجيئكم معي أنكم ستكونون أقراني وأخداني، اعلموا أنني لست قرين أحد وليس لأحد سلطة علي. لقد وددتم أن تكونوا هنا شموسا، ولكن اعلموا أنني أنا الشمس وأنا مصدر كل شيء، إنكم سببتم لي مصائب وأتعابا لا تعد منذ جئنا إلى تلك الجزيرة، على أنني لو علمت ذلك من قبل لما استحضرت معي سوى الخدم، إنني أقدر على الوحدة وشفاء الضجر من الحياة طعنة نجلاء من خنجر.
جورجو، ص249
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
كانت أمنيتي الكبرى أن أجعل باريس عاصمة العالم الأوروبي، وأن يبلغ عدد سكانها ثلاثة أو أربعة ملايين، وأن تكون مدينة لم ير مثلها في القرون الأولى، وأن تشاد فيها معاهد لعامة السكان، تكفل راحتهم في أوقات عملهم وفراغهم، ولو أن الله منحني عشرين عاما فوق عمري، لأزلت أحياء باريس القديمة من عالم الوجود، وأسست أحياء جديدة تكون كالعذارى في الجمال والنقاء، وبالجملة أقول لو أنني منحت العشرين عاما، لكنت بدلت حظ فرنسا، وعد أرخميدس أهل زمانه بكل شيء لو أنه اهتدى إلى مركز للآلة الرافعة التي اخترعها، ولو أنني اهتديت إلى مصرف لقوتي وثباتي وآرائي لوعدت أهل وطني بأكثر مما وعد به أرخميدس أهل وطنه، بل لأظهرت لأهل فرنسا الفرق بين الملك المستبد والإمبراطور الدستوري، فقد كان ملوك فرنسا لا يعرفون معنى الإدارة المنظمة، ولا يخطر ببالهم إنشاء مجالس بلدية.
صفحه نامشخص