Highlights on Destructive Ideologies
أضواء على المذاهب الهدامة
ناشر
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ژانرها
أضواء على المذاهب الهدامة (الماسونية)
بقلم الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
المدرس بكلية الشريعة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وحزبه.
أما بعد:
فهذه أضواء على المذاهب الهدامة التي استشرى خطرها على الإنسانية وعظم ضررها على جميع المجتمعات.
وهذه المذاهب الهدامة تتمثل الآن في الماسونية وفروعها من الشيوعية والاشتراكية والصهيونية، كما تتمثل كذلك في القوميات وعلى الأخص في بلادنا تتمثل العربية التي أسسها دعاة النصرانية وعقدوا لها أول مؤتمر في باريس سنة ١٩١٠م.
وسنتكلم إن شاء الله على كل مذهب من هذه المذاهب لنلقي الضوء عليه ليهلك من هلك عن بينة ويحي من يحي عن بينة، وأملا أن يعرف أبناؤنا مواقع الشر حتى لا يقعوا فيه على حدّ قول القائل:
عرفت الشر لا للشـ ... ر لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الشـ ... رمن الناس يقع فيه
6 / 75
الماسونية جمعية سرية يهودية الأصل، ومعنى ماسون أو فرمسون: (البناؤون الأحرار) .
وقد أسس المحفل الأعظم لهذه الجمعية لأول مرة في بريطانيا عام ١٧١٧م، وقد زعم دعاتها أنهم يهدفون إلى مبادئ ثلاثة هي: الحرية، والإخاء، والمساواة.
ومقصودهم من الحرية في الواقع أن يتحرر الناس من أديانهم وأن يرتكب الإنسان ما شاء له هواه دون رادع أوزاجر، وأن يخالف جميع ما تأمر به الشرائع، وأن تفعل المرأة ما شاءت من الزيغ والرجس والفساد والتهتك والانحلال تحت ستار الحرية...
كما أن مقصودهم من الإخاء هو محاربة روح التمسك بالدين وأنه لا فرق بين يهودي ونصراني ومسلم ومجوسي وبوذي وشيوعي فالناس كلهم إخوان وعليهم أن يحاربوا أي استمساك بأي دين ويسمون من يلتزم مبادئ دينه بأنه متعصب مذموم.
كما أن مقصودهم من المساواة كذلك هو ملء قلوب الفقراء بالحقد والضغينة ضد الأغنياء، وملء قلوب الأغنياء بالحقد والضغينة على الفقراء.
وبعد مائتي سنة تقريبا من وجود المحفل الأعظم الماسوني في بريطانيا انتشرت المحافل الماسونية في العالم ولا سيما في فرنسا وروسيا وأمريكا والهند.
حتى صار في أمريكا وحدها عام ١٩٠٧م أكثر من خمسين محفلا ماسونيا رئيسيا تتبعها آلاف المحافل.
ثم نشرت المخابرات الإيطالية عام ١٩٢٧م في عهد موسوليني أنها اكتشفت ٣٦ ألف جمعية ماسونية في العالم يتبعها ملايين الناس.
وقد عمد الماسون إلى اصطياد رجال ونساء إلى فخاخهم من جميع الديانات ممن يأملون فيهم أن يخدموا أهدافهم في بلادهم، فإذ تمت تجاربهم على العضو وأيقنوا أنه يستطيع أن يكون عبدا مطيعا لمبادئهم وأغراضهم بذلوا حوله كل ما يستطيعون من وسائل الدعاية لتركيزه.
وصار له عندهم وصف كسكرتير أعظم أو أستاذ أو قطب أو قطب المحفل الماسوني الذي ينتمي إليه، ولا يصل العضو إلى هذه المراتب إلا بعد اختبار شاق، فهم في بادئ دعوة
6 / 76
العضو وبعد أن يدرسوه نفسيا يدخل العضو في سرداب طويل مليء بالجماجم الإنسانية المعلقة بالسيوف والخناجر التي تكاد تمس رأسه وهو مار من تحتها ويقال له: هذه رؤوس من باحوا بالسر.
ثم تعصب عيناه ويتسلمه رجلان قويان نشيطان ويضعان حبلا على عنقه كأنهما يريدان شنقه وهو مستسلم لهما ثم يدفعانه إلى غرفة سوداء فيرفعان غطاء عينه ليرى صندوقا ثم يدخلانه في الصندوق وحبل المشنقة في عنقه إذا وجدوا منه استسلاما كاملا فعلوا به كقوم لوط، فإذا لم يجدوا منه اية مقاومة اعتبر ناجحا واعطي الدرجة التي يستحق...
وقد بدأ الماسون في تشكيل هيئات أخرى لتظهر في صورة غير ماسونية كان من بينها الشيوعية الحديثة والاشتراكية والصهيونية.
فهذه المذاهب الثلاثة تلتقي مع الماسونية في أغراضها وأهدافها، وإن تشكلت بأشكال مختلفة، ولذلك رأينا شعار الشيوعية من (المنجل) شبيها بشعار الماسونية من المطرقة والسدان وآلات الهدم والبناء.
ولذلك رأينا دعاة الاشتراكية في البلاد العربية مع اختلافهم يرددون نفس شعار الماسونية فهتافهم: الحرية والوحدة والاشتراكية، وهي في الحقيقة عين ما يردده الماسون: الحرية والإخاء والمساواة.
فالهدف الأول لم يختلف حتى في الاسم، والهدف الثاني معناه عندهما واحد، وكذلك الهدف الثالث.
والماسون يتفقون مع الصهيونية في أنهما يعملان حقيقة لإعادة بناء هيكل سليمان، كما أن الأفعى رمز للماسونية والصهيونية جميعا، وقد تمثل ذنبها في القدس ورأسها يدور ليبتلع العالم ويرجع ليلتقي بالذنب بعد أن تقضي هذه الأفعى على مقدرات جميع الأمميين.
وقد قسمت الماسونية جمعياتها حسب مخططاتها وأغراضها فبعض هذه الجمعيات لإثارة الطلاب وبعضها للاستيلاء على أفكار الصحفيين والكتاب والمؤلفين، وبعضها لإثارة العمال والفلاحين وبعضها مختصة بالعسكريين، وبعضها لإحداث الانقلابات والفتن والقلاقل في الدول إلى غير ذلك.
فالماسون وراء الثورة الفرنسية وهم وراء مذبحة استنبول التي ذبح فيها ٦٨ألف مسلم عام ١٩٠٨م وهم كذلك
6 / 77
وراء حرب البلقان عام ١٩١٢م، والتي أثارت كذلك الحرب العالمية الأولى، وهم كذلك مدبروا الانقلاب ضد السلطان عبد الحميد، وهم كذلك مزيلوا الخلافة الإسلامية.
كما أن الماسون قد يؤيدون دعوات ليسوا في الأصل منشئيها إذا وجدوا أن هذه الدعوات تخدم بعض أغراضهم ولو إلى حين.
ولذلك أيدوا داروين في نظرية التطور والارتقاء وبذلوا كل دعاية ممكنة لترويج مذهبه الفاسد، لأنه يحدث بلبلة ضد الأديان؛ كذلك أيدوا دعاة القومية العربية مع أنها في الواقع مؤسسة نصرانية كما سيجيء، ومع أنها كذلك تخالف بعض مبادئهم ضد الأمميين، لكنها لما كان ترويجها يحطم روح الدين في نفوس أهلها ويؤدي إلى محاربة الأديان قام الماسون بالترويج والدعاية لها.
وكان من أعظم وسائل الماسون هو الاستيلاء على وسائل الدعاية في العالم من الصحافة والإذاعة والكتابة وغيرها من شؤون الإعلام.
كما أن من أعظم وسائلهم الاستيلاء على المناصب الحساسة في إدارة الدول بوضع خبراء من اليهود أو مؤيديهم في تلك المناصب، وإليكم بينا بأسماء ووظائف بعض هؤلاء كما جاء في كتاب أسرار الماسونية للجنرال جواد رفعت آتلخان:
6 / 78
(مكتب السكرتارية لهيئة الأمم المتحدة وهو أهم شعبة فيها)
١) الدكتور أج اس بلوك رئيس قسم التسليح يهودي
٢) أنتوني كولات رئيس الأمور الاقتصادية يهودي
٣) أنش كار روزنبرغ المشاور الخاص للشؤون الاقتصادية يهودي
٤) دافيد ونتراوب رئيس قسم الميزانية يهودي
٥) كارل لا جمتي رئيس قسم الخزائن والواردات يهودي
٦) هنري لانكير معاون سكرتير الشؤون الاجتماعية يهودي
٧) الدكتور ليون استيننك رئيس قسم المواد المتبادلة يهودي
٨) الدكتور شيكويل رئيس قسم حقوق الإنسان يهودي
٩) أج أي ويكوف رئيس دائر مراقبة البلاد غير المستقلة يهودي
١٠) بنيامين كوهين مساعد السكرتير العام لقسم يهودي
الاستعلامات العامة
١١) جيء بنيوت ليفي رئيس قسم الأفلام يهودي
١٢) الدكتور إيفان كرنو مساعد السكرتير العام لشعبة القوانين يهودي
١٣) أبراهام أج فيللر رئيس الشعبة القانونية يهودي
١٤) جي سآنذ برك مشاور شعبة القانون الدولي يهودي
١٥) دافيد زايلو دويسكي رئيس قسم المطبوعات يهودي
١٦) جرجورا بنوفيح رئيس قسم المترجمين يهودي
١٧) ماركس ارامو فيج رئيس قسم التصاميم يهودي
١٨) مارك شولبر رئيس قسم () يهودي
١٩) بي سي جي كن مدير المحاسبة العامة يهودي
٢٠) مرسيدس بركمن مدير الذاتية يهودي
٢١) الدكتور أي سنجر رئيس قسم المراجعات يهودي
٢٢) باول رادزياتكو رئيس أطباء قسم الصحة العالمية يهودي
6 / 79
(مركز الاستعلامات في هيئة الأمم المتحدة)
١) جرري شبيرو رئيس قسم الاستخبارات لمركز يهودي
جنيف
٢) بي. ليتفكر رئيس قسم الاستخبارات لمركز يهودي
الهند
٣) هنري فاست رئيس قسم الاستخبارات لمركز يهودي
الصين
٤) الدكتور جالوس رئيس قسم الاستخبارات يهودي
ستاوسكي لمركز وارسو
(شعبة الأقسام الداخلية لهيئة الأمم المتحدة)
١) دافيد آي. مريس رئيس الأقسام الداخلية الدولية يهودي
(اسمه الحقيقي موسكوفيج)
٢) في. كبريل كارسز رئيس الأقسام الداخلية لمنطقة خط يهودي
الاستواء
٣) جان روزنر مخابر بولونيا لشعبة الأقسام الداخلية يهودي
(مؤسسة التغذية والزراعة)
١) أندري ماير رئيس شعبة التغذية والزراعة يهودي
٢) أي بي جاكسون الممثل الدانماركي في شعبة التغذية يهودي
والزراعة
٣) آي فريس الممثل الهولندي في شعبة التغذية يهودي
والزراعة
٤) آم ام لييمين رئيس شعبة التعمير يهودي
٥) كير واكاردوس رئيس شعبة التعايش يهودي
6 / 80
٦) بي كاردوس رئيس شعبة المتفرقات يهودي
٧) أم أزاكل (حسقيل) رئيس شعبة الاقتصاد التحليلي يهودي
٨) جي بي كاكان المشاور الفني لشعبة الغابات يهودي
٩) أم أي هارير من رئيس شعبة صيانة الغابات يهودي
١٠) جي ماير رئيس قسم التغذية يهودي
١١) أف ويسل رئيس قسم الإدارة يهودي
(اليونسكو مؤسسة التعليم والثقافة والفن)
لقد ثبت أن شعبة التعليم والثقافة والفن تدار من قبل شخصيتين يهوديتين، وهما:
١) آلف سومر فيلد رئيس لجنة التبادل الخارجي يهودي
٢) جي ايزنهارد رئيس لجنة تنظيم الثقافة العالمية يهودي
وهناك آخرون في هذه الشعبة وهم:
١) ام لافهن رئيس شعبة الثقافة العالمية يهودي
٢) اج كابلن رئيس قسم الاستعلامات العام يهودي
٣) س اج ويتز رئيس قسم الميزانية والإدارة يهودي
٤) اس سامول سيليكي رئيس شعبة الذاتية يهودي
٥) بي ابراميسكي رئيس شعبة الإيواء والسياحة يهودي
٦) بي ويرمل رئيس مكتب هيئة التعيين يهودي
٧) الدكتور أي ويلسكي رئيس المصلحة الفنية لشعبة صحارى يهودي
آسيا
(بنك الإعمار الدولي)
١) ليونارد بي رست المدير الاقتصادي للبنك يهودي
٢) لو يولد جميلة الممثل الجيكوسلفاكي في مجلس يهودي
شورى الإدارة
6 / 81
٣) أي يولاك عضو الشورى لمجلس الإدارة يهودي
٤) أي ام جونك الممثل الهولندي في مجلس شورى يهودي
الإدارة
٥) بي منديس الممثل الفرنسي في مجلس شورى يهودي
الإدارة
٦) جي ام برنلبس ممثل بيرو في مجلس شورى الإدارة يهودي
٧) ام ام مندلس سكرتير بنك الإعمار الدولي يهودي
٨) وي ابراموفيج ممثل يوغسلافيا في مجلس شورى يهودي
الإدارة
(صندوق النقد الدولي)
وهذه المؤسسة تشكل العمود الفقري لهيئة الأمم المتحدة:
١) جوزيف كولدمن العضو الجيكوسلفاكي في هيئة يهودي
الإدارة
٢) بي منديس الممثل الفرنسي في هيئة الإدارة يهودي
٣) كميل كات المدير العام لمؤسسة صندوق النقد يهودي
الدولي
٤) لويس رامينسكي مدير إدارة قسم كندا في المؤسسة يهودي
٥) دبل يـ كاستر مدير إدارة قسم هولندا في المؤسسة يهودي
٦) لويس ألتمن معاون مدير العام يهودي
٧) أي أم برنستن مدير قسم التدقيق يهودي
٨) ليو ليفانفال المشاور الأقدم للمؤسسة يهودي
٩) جوزيف كولد المشاور الأقدم للمؤسسة يهودي
6 / 82
(مؤسسة اللاجئين الدولية)
١) ماير كوهن المدير العام لقسم الصحة والمداواة يهودي
العالمية
٢) بيير جا كو يسن المدير العام لإعادة واستيطان اللاجئين يهودي
(مؤسسة الصحة العالمية)
١) زت دوستجمن رئيس الشعبة الفنية يهودي
٢) جي ماير رئيس قسم الطب يهودي
٣) دكتور ام كودمن المدير العام لقسم الجراحة يهودي
٤) أي زارب المدير العام للمؤسسة يهودي
(مؤسسة التجارة العالمية)
١) ماكس لوتنز رئيس اللجنة الداخلية يهودي
٢) أف سي وولف رئيس قسم الاستعلامات الدولية يهودي
هذه أضواء على المذهب الأول من المذاهب الهدامة وإلى اللقاء إن شاء الله في العدد القادم للحديث عن الشيوعية المذهب البكر للماسونية.
6 / 83
مزدك
مدخل
...
أضواء على المذاهب الهدامة
الشيوعية
بقلم الشيخ: عبد القادر شيبة الحمد
المدرس بكلية الشريعة
أطلق العرب على المذهب الاقتصادي الذي تسير عليه روسيا ومن نحا نحوها (الشيوعية) وهي في أصل اللسان العربي من قولهم سهم شائع إذا كان غير مقسوم. وهذه المادة استعملت في اللسان العربي في عدة أحوال كذلك وكلها تدور على الذيوع والانتشار فمن ذلك قول العرب (الشاع) للمنتشر من بول الناقة.
تاريخها ... (تاريخ) مزدك: عرف العالم القديم الشيوعية في صور شتى ومن ذلك ما أثر عن (مزدك) الفارسي الذي ظهر في عهد الملك (قباد) ملك فارس، وكان هذا الملك ضعيفًا مهينًا فسدت في عهده الرعية فزعم مزدك أنه نبي، وأخذ ينهى الناس عن المباغضة والمخالفة والقتال وأعلن أن سبب هذه الفتن هي النساء والأموال لذا رأى أن تباح النساء لكل راغب، وأن تباح الأموال لكل طالب حتى يشترك فيها الناس اشتراكهم في الماء والهواء. وقد انتشر مذهبه في عامة بلاد فارس ودخل فيه (قباد) نفسه. وقام الفقراء بتقتيل الأغنياء، وصار الجماعة منهم يدخلون على الرجل فيقتلونه ويثبون على أمواله ونسائه فغضب لذلك بعض عظماء فارس وبخاصة أنو شروان بن الملك قباد
تاريخها ... (تاريخ) مزدك: عرف العالم القديم الشيوعية في صور شتى ومن ذلك ما أثر عن (مزدك) الفارسي الذي ظهر في عهد الملك (قباد) ملك فارس، وكان هذا الملك ضعيفًا مهينًا فسدت في عهده الرعية فزعم مزدك أنه نبي، وأخذ ينهى الناس عن المباغضة والمخالفة والقتال وأعلن أن سبب هذه الفتن هي النساء والأموال لذا رأى أن تباح النساء لكل راغب، وأن تباح الأموال لكل طالب حتى يشترك فيها الناس اشتراكهم في الماء والهواء. وقد انتشر مذهبه في عامة بلاد فارس ودخل فيه (قباد) نفسه. وقام الفقراء بتقتيل الأغنياء، وصار الجماعة منهم يدخلون على الرجل فيقتلونه ويثبون على أمواله ونسائه فغضب لذلك بعض عظماء فارس وبخاصة أنو شروان بن الملك قباد
7 / 119
وزعيم آخر يقال له_ ساجور_ وتآمروا على مزدك وقتلوه وخلعوا قباد وعينوا أخاه_ جاماسب_ ملكًا عليهم وحاولوا القضاء على الفتنة المزدكية، غير أن قباد استطاع أن يعود إلى الملك وأن يحبس أخاه.
فقوى بذلك شر المزدكية من جديد واستمرت إلى أن قتل قباد وتولى بعده ابنه انو شروان الذي ولد في عهد النبي ﷺ فلما استقل بالملك وجلس على السرير وقال لخواصه:
"إني عاهدت الله إذا صار إليّ الملك ألا أبقي على أحد من المزدكية الذين أفسدوا أموال الناس ونسائهم".
وكان عند سريره رجل مزدكي فقال لانو شروان:
أتقتل الناس جميعًا؟
فنظر إليه انو شروان وقال له:
"أتذكر يا ابن الخبيئة يوم طلبت من أبي أن يأذن لك بالمبيت عند أمي فأذن لك، ولما ذهبت إلى حجرتها لحقت بك وقبلت رجلك التي أثر نتن جوربها في أنفي وتضرعت إليك حتى وهبتها لي ورجعت؟ "
فأقر الرجل أمام الحاشية بما قال الملك، فأمر بقتله فضربت عنقه وأحرقت جثته، ثم أمر انو شروان باستئصال شأفة المزدكية وقضى عليهم.
الماركسية مدخل ... (كارل ماركس) كما عرفت الشيوعية في العصر الحديث في صورة متقاربة بزعامة رجال تكاد تتشابه ظروف حياتهم مع حياة مزدك الفارسي وأشهر هؤلاء الزعماء (كارل ماركس) .
حياته: وقد ولد كارل ماركس ١٨١٨من أبوين يهوديين غير أن أباه لم يستقر على دين آبائه اليهود، فقد تنصر وترك دين اليهودية. أما كارل ماركس فقد ظهر في أول شبابه حريصًا على الدين فقد أثر عنه أنه كان يقول آنذاك: "الدين أساس الحياة الإنسانية، وهو يلقننا الحكمة والخير".
نفسيته: بيد أن خبيثة ماركس كانت تعلن عن نفسها في كثير من الأحيان. وقد كان هذا الإعلان يبدو تناقضه في كثير من الأحوال، ويعلل ذلك (اوتورهل) الماركسي إذ يقول: "إنه كان نموذجيًا فيما كان يعانيه من اختلال نشاطه الروحي وكان على الدوام متقلبًا حقودًا لا يزال في تصرفه عرضة لتأثير سوء الهضم والانتفاخ وهياج الصفراء وكان موسوسًا يغلو كجميع الموسوسين في الشعور بمتاعبه الجسدية".
الماركسية مدخل ... (كارل ماركس) كما عرفت الشيوعية في العصر الحديث في صورة متقاربة بزعامة رجال تكاد تتشابه ظروف حياتهم مع حياة مزدك الفارسي وأشهر هؤلاء الزعماء (كارل ماركس) .
حياته: وقد ولد كارل ماركس ١٨١٨من أبوين يهوديين غير أن أباه لم يستقر على دين آبائه اليهود، فقد تنصر وترك دين اليهودية. أما كارل ماركس فقد ظهر في أول شبابه حريصًا على الدين فقد أثر عنه أنه كان يقول آنذاك: "الدين أساس الحياة الإنسانية، وهو يلقننا الحكمة والخير".
نفسيته: بيد أن خبيثة ماركس كانت تعلن عن نفسها في كثير من الأحيان. وقد كان هذا الإعلان يبدو تناقضه في كثير من الأحوال، ويعلل ذلك (اوتورهل) الماركسي إذ يقول: "إنه كان نموذجيًا فيما كان يعانيه من اختلال نشاطه الروحي وكان على الدوام متقلبًا حقودًا لا يزال في تصرفه عرضة لتأثير سوء الهضم والانتفاخ وهياج الصفراء وكان موسوسًا يغلو كجميع الموسوسين في الشعور بمتاعبه الجسدية".
7 / 120
وقد عثر على رسالة كتبها والد ماركس يصف فيها حل ولده بأنه يقضي جل لياليه مرهقًا جسده وعقله في دراسة لا لذة فيها معرضًا عن جميع الملهيات في طلب المشكلات الغامضة ليهدم غدًا ما بناه اليوم.
وقد كان ماركس يهمل دروسه ويتقطع عن معهده الأسابيع المتواصلة متابعًا لما شذ من الآراء التي يبنيها اليوم ويهدمها غدًا أو باحثًا عن اللذة الجنسية والمتاع الجسدي. وقد شغف أولا بدراسة المذاهب الاقتصادية وحصل على شهادة الدكتوراه بالمراسلة من جامعة جينا الألمانية عام ١٨٤١م.
وكان ماركس أيام حياته الدراسية عالة على أبيه –هرشل- فلما مات أبوه صار عالة على أمه وأخته حتى عجزتا عن مواصلة الإنفاق عليه، فصار يلجأ إلى الاستدانة من أقربائه وأصدقاءه وبخاصة من - انجلز - قرينه في الدعوة على الشيوعية.
وكان أصدقائه إذا ضاقوا من طلباته حاولوا أن يكلفوه ببعض الأعمال التي قد تدر عليه بعض الرزق ولكنه كان يبوء بالفشل في كل عمل يسند إليه.
وكان ماركس قد تعرف على فتاة بارعة الجمال أثناء دراسته للحقوق في جامعة بون تدعى جيني ولم يكن أحد قد اشتم منه رائحة نزعته الشيوعية إلى ذلك الحين وكان عمره لا يتجاوز العشرين. وقد وقعت الفتاة في قلبه وهام بها، ولم يكن في أول أمره ذلك يفكر في الزواج منها نظرًا لأنها من طبقة فوق طبقته أهله، والتقاليد تقف حجر عثرة في سبيله غير أن الفتاة بادلته الحب ورغبت في الزواج منه ولم تعبأ بالفوارق الطبقية التي توجد بينهما.
وقد بذل ماركس وجيني كل ما يستطيعان لتحقيق حلمهما في الاقتران الرسمي وتمكين عواطفهما المشبوبة من الحصول على ثمرة طويلة، حتى تمكنا من ذلك إذ أعلنت الفتاة في عزم وإصرار أنها لن تتخلى عن ماركس مهما كانت الفوارق الطبقية بينهما، وأنها راضية به على أية حال.
وعلى الرغم من تحقيق هذا الحلم فقد بدأ ماركس يشعر بالحقد الثائر نحو نظام الطبقات الذي كاد يحول بينه وبين حبيبته جيني، وقد بدأت مشكلة المعاش له ولزوجته تتعقد أمام ماركس فقد زادت نفقاته ولم يتحسن إنتاجه ولا سيما بعد أن صار ذا أولاد.
وقد صورت زوجته جيني ماصارت إليه هي وزوجها من البؤس في كتاب إلى صديق لها تطلب منه أن يمد لها يد المساعدة قالت فيه:
7 / 121
"أئذن لي أن أصف لك يومًا من أيام هذه الحياة، وسترى أن غيرنا لم يقاس ما قاسيناه، فأنا مريضة سقيمة ومع أن ثديي وظهري بهما أوجاع وآلام بالغة فإنني مضطرة إلى أن أرضع طفلي الرابع الحديث الولادة لأنني لا أستطيع أن ادفع أجرة مرضعة، ولكن كان طفلي يرضع الحزن والألم والوجع فيتلوى من المرض ليلًا ونهارًا. ومع هذا الفقر والحاجة فقد دخلت علينا صاحبة المنزل وطلبت منا أجرة البيت كما طالبت بما علينا لها من القروض، ولما كنا عاجزين عن الدفع فقد حجزت على كل ما نملك في البيت حتى فراش الطفل وباعته بما لها علينا من الدين، ثم طردتنا إلى الشارع والمطر ينهمر بغزارة، والبرد القارس لا يرحم، وبذل زوجي ماركس كل ما في وسعه من جهد فلم نجد من يقبل إيواءنا".
كما كتبت جيني مرة أخرى تصف إحدى ليالي البؤس التي مرت بها وبماركس فتقول:
"أحست ابنتنا بنزلة شعبية، وصارعت الموت ثلاثة أيام ثم ماتت وأخذنا نبكي عليها ولم يكن لدينا ما نجهزها ونكفنها به، وأبقينا الجثة حتى نجد ما نستعين به على دفنها، ومضيت إلى جار فرنسي مهاجر فأعطاني جنيهين!..
واأسفاه!.. وفدت أبنتنا إلى الدنيا فلم تجد مهدًا وعندما غادرت الدنيا لم نجد كفنًا".
من هذه الصور نستطيع أن نعرف الدوافع التي حدت بماركس أن يكون داعيًا لمصارعة الطبقات ثائرًا عنيدًا في الدعوة إلى الشيوعية، عبدًا ضارعًا أمام محراب المادية.. ينفث سمومه في نواح متعددة من أوربا ولاسيما في إنجلترا حتى مات عام ١٨٨٣م.
ولما قامت الثورة الروسية ضد القياصرة من أسرة_ روما نوف_ بعد الحرب العالمية الأولى وتسلم قيادة الثورة لينين أحد الماركسيين ظهرت الشيوعية الرسمية الأولى مرة في العصر الحديث.
(المذهب الماركسي) روحه وصورته: للمذهب الماركسي روح وصورة، أما روحه: فهي فلسفته في الكون وأنه لا أثر فيه لغير المادة فلا إيمان إلا بالمادية. وأما صورته: فهي المخططات الرئيسية التي لا بد منها القيام المجتمع الشيوعي.
المادية: أعلن ماركس بأنه لا يؤمن بغير المادة، وأن كل شيء في الوجود إن
(المذهب الماركسي) روحه وصورته: للمذهب الماركسي روح وصورة، أما روحه: فهي فلسفته في الكون وأنه لا أثر فيه لغير المادة فلا إيمان إلا بالمادية. وأما صورته: فهي المخططات الرئيسية التي لا بد منها القيام المجتمع الشيوعي.
المادية: أعلن ماركس بأنه لا يؤمن بغير المادة، وأن كل شيء في الوجود إن
7 / 122
هو إلا أثر من آثار المادية والمادية في نظر كارل ماركس تعني عدم الإيمان بالغيب كما تعني الكفر بالله فاطر السماوات والأرض، وإنكار جميع المظاهر الدينية والمذاهب الروحية، والمنازع الأخلاقية، والتقاليد ونظام الزواج والأسرة، وكذلك إنكار العواطف والتأثيرات النفسية والوجدانية، والعلوم والمعارف والآداب فهذه كلها في نظره من تضليلات أصحاب الثروة (الرأسماليين) لاستغلال الفقراء والمساكين. وليس هناك إلا المادة فهي التي تكون وقائع التاريخ وما المظاهر الكونية كلها إلا مادة بحتة.
الدين: يزعم ماركس أن الدين وسيلة من وسائل الاستغلال، اخترعه أصحاب الثروة والمسيطرون على مصادر الإنتاج ليخدروا به الشعب حتى يسهل استغلالهم وتتيسر سرقتهم وقد اضطرب ماركس في شأن الدين اظطرابًا عنيفًا فمرة يقول فيه: أنه "أفيون الشعب" الذي يخدرها عن رؤية الحقائق المادية. ومرة يزعم أنه انعكاس القوى الظاهرية التي تسيطر على معيشة الإنسان اليومية على معنى أن الإنسان يرى في المناظر الطبيعية قوة جبارة لا مناص له من الخضوع لها، فتراه يعبد منها ما لا يدركه. وطورا يصفه بأنه تزلف من واضعيه إلى أرباب السلطان وأصحاب رؤوس الأموال. وحينا يقول: " إنه الغذاء الخادع للضعفاء لأنه يدعوهم إلى احتمال المظالم في الوقت الذي لا يتمكن من إزالتها". وأحيانًا يقول: "هو خمرة الشعوب يروضها على الفقر والمسكنة ويلهيها بما يغريها من نعيم الآخرة عن نعيم الدنيا ليستأثر به سادة المجتمع ويغتصبوا منه علانية أو يسرقوا منه خلسة ما يطيب لهم أن يغتصبوه أو يسرقوه". وموقف ماركس المظطرب في الدين قرينه لاظطرابه النفسي، وعجز ظاهر عن مقارعة الشرائع وقد فاق ماركس الدهريين في إنكار ما وراء المادة إذ قالوا: ﴿مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْر﴾ . فإن ماركس حاول أن يفسر المظاهر الدينية بهذه الآراء المظطربة. فأين الرأسماليون الذين أتى وحيهم بالإسلام؟ وهل علم ماركس والماركسيون بقصة الملأ من قريش حينما أرسلوا أحد زعمائهم إلى الرسول ﷺ يقول له: "إن كنت تريد المال جمعنا لك منه ما تريد حتى تصير أغنانا، وإن كنت تريد الملك ملكناك علينا، وإن كان بك شيء عالجناك".
الدين: يزعم ماركس أن الدين وسيلة من وسائل الاستغلال، اخترعه أصحاب الثروة والمسيطرون على مصادر الإنتاج ليخدروا به الشعب حتى يسهل استغلالهم وتتيسر سرقتهم وقد اضطرب ماركس في شأن الدين اظطرابًا عنيفًا فمرة يقول فيه: أنه "أفيون الشعب" الذي يخدرها عن رؤية الحقائق المادية. ومرة يزعم أنه انعكاس القوى الظاهرية التي تسيطر على معيشة الإنسان اليومية على معنى أن الإنسان يرى في المناظر الطبيعية قوة جبارة لا مناص له من الخضوع لها، فتراه يعبد منها ما لا يدركه. وطورا يصفه بأنه تزلف من واضعيه إلى أرباب السلطان وأصحاب رؤوس الأموال. وحينا يقول: " إنه الغذاء الخادع للضعفاء لأنه يدعوهم إلى احتمال المظالم في الوقت الذي لا يتمكن من إزالتها". وأحيانًا يقول: "هو خمرة الشعوب يروضها على الفقر والمسكنة ويلهيها بما يغريها من نعيم الآخرة عن نعيم الدنيا ليستأثر به سادة المجتمع ويغتصبوا منه علانية أو يسرقوا منه خلسة ما يطيب لهم أن يغتصبوه أو يسرقوه". وموقف ماركس المظطرب في الدين قرينه لاظطرابه النفسي، وعجز ظاهر عن مقارعة الشرائع وقد فاق ماركس الدهريين في إنكار ما وراء المادة إذ قالوا: ﴿مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْر﴾ . فإن ماركس حاول أن يفسر المظاهر الدينية بهذه الآراء المظطربة. فأين الرأسماليون الذين أتى وحيهم بالإسلام؟ وهل علم ماركس والماركسيون بقصة الملأ من قريش حينما أرسلوا أحد زعمائهم إلى الرسول ﷺ يقول له: "إن كنت تريد المال جمعنا لك منه ما تريد حتى تصير أغنانا، وإن كنت تريد الملك ملكناك علينا، وإن كان بك شيء عالجناك".
7 / 123
وحينما انتهى سفير قريش من هذا الخطاب يقول الرسول ﷺ:
"انتهيت يا عم؟ ثم يقرأ أول سورة فصلت حتى يبلغ ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ .
وحينئذ تتسرب أنوار الحقيقة إلى قلب ذلك السفير ويخاف على نفسه فيضع يده على فم رسول الله ﷺ ويقول: "ناشدتك الرحم أن تكف". ثم يأتي إلى قومه وينصحهم طاعة رسول الله ﷺ ويقول:
" إن لكلامه لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليس من كلام البشر".
وهل علم ماركس والماركسيون قصة الملأ من قريش حينما اجتمعوا في بيت أبي طالب يقولون له:
"إما أن تنهى محمدًا عن تسفيه أحلامنا، وتضليل معتقداتنا أو تخلى بيننا وبينة" حتى يقول له عمه:
"يا ابن أخي لو أبقيت على نفسك فيقول له رسول الله ﷺ:
"والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".
وهل يظن ماركس والماركسيون الملأ من قوم فرعون هم الذين أوحوا إلى رسول الله موسى ﵇ بالدين الفذي جاءهم به ودعاهم إليه فيقول فرعون: ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ؟﴾ فيقول: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ .
فيقول لمن حوله: ﴿أَفَلا تَسْمَعُونَ؟﴾
حتى يقول موسى: ﴿رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ﴾ فيقول فرعون: ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾ . فيقول موسى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ حتى يقول فرعون: ﴿لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ فيقول موسى: ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ﴾ .
وهل يظن ماركس والماركسيون أن الملأ من قوم فرعون أو من بني إسرائيل هم الذين أوحوا إلى موسى بتحريم المراباة وأن يقاد للنفس بالنفس، والعين بالعين، والأذن بالأذن والسن بالسن، وأن الجروح قصاص.
وهل يظن ماركس أن أغنياء اليهود والرومان هم الذين أوحوا إلى عيسى بن مريم حتى جاء بالإنجيل وهو الذي أثر عنه أنه يقول:
"إن دخل إلى مجمعكم رجل واحد بخواتيم الذهب في لباس بهي ودخل معه فقير بلباس وسخ فنظرتم إلى اللابس اللباس البهي وقلتم له:
- أجلس هنا حسنًا.
7 / 124
- قف أنت هناك أو أجلس تحت موطئ القدمين.
فهل لا ترتابون في أنفسكم وتصيرون قضاة أفكار شريرة؟ ".
وهل علم ماركس أن رجلًا من فقراء المسلمين مر على رسول الله ﷺ وهو جالس مع بعض أصحابه ﵃ فقال ما تقولون في هذا قالوا:
"حري به إن خطب ألا يخطب، وإن قال ألا يستمع، وإن شفع أن لا يشفع، ثم مر رجل من أغنياء المسلمين فقال ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري به إن خطب أن يخطب، وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يستمع". فقال ﵊:
"هذا- يعني الفقير - خير من ملء الأرض مثل هذا - يعني الغني -".
ولا شك أن ماركس يجهل هذه الحقائق ولا يدري عنها شيئًا ولو أدعى معرفتها لكانت البلية أخطر والمصيبة أعظم:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
الاخلاق والادب ... الأخلاق والآداب: يحارب الماركسيون جميع الأخلاق التي قد يتصف بها شعب من الشعوب أو فرد من الأفراد، بدعوى أن هذه الأخلاق سواء كانت فردية أو جماعية ما هي إلا أثر من الآثار التي أوحى بها (الإقطاعيون) وإن هي إلا خداع وتضليل للعمال والفلاحين من قبل الملاك وأصحاب الأموال. والخلق الوحيد الذي آمن به الشيوعيون هو وجوب مخالفة سائر الأنظمة الأخلاقية ومحاربة عموم أنواع الآداب المرعية في المجتمعات الإنسانية وبخاصة ما كان منها نتيجة للأوامر الإلهية. وقد قادهم هذا الشذوذ الخلقي إلى هتك الأسرة ومحاربة ناموس الزواج ورأوا أن هدم ذلك من أقوى دعائم الشيوعية فتساوى الزواج والزنى في نظامهم، وحسن في أعينهم وقاع أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم وعماتهم وخالاتهم. وانحطوا في سلوكهم الأخلاقي عن كثر من الحيوانات العجماوات. وقد أصبحت لفظه (الكرامة) عندهم لفظه مرذولة فالمحبوب لديهم أن يطوروا بالرفقاء الأنذال. وأضحت كلمة (الشرف) من الألفاظ المدسوسة على الإنسانية بواسطة أصحاب الإقطاع فيجب أن تداس بالأقدام، و(الأمانة) دسيسة خبيثة من دسائس المحافظة على رؤوس الأموال.
المعارف والعلوم: ويرى الماركسيون أن المعارف والعلوم إنما ترجع إلى حاجة الإنسان –المادية- الجسدية منكرين أن يكوا لعقله أو وجدانه تأثير فيها.
الاخلاق والادب ... الأخلاق والآداب: يحارب الماركسيون جميع الأخلاق التي قد يتصف بها شعب من الشعوب أو فرد من الأفراد، بدعوى أن هذه الأخلاق سواء كانت فردية أو جماعية ما هي إلا أثر من الآثار التي أوحى بها (الإقطاعيون) وإن هي إلا خداع وتضليل للعمال والفلاحين من قبل الملاك وأصحاب الأموال. والخلق الوحيد الذي آمن به الشيوعيون هو وجوب مخالفة سائر الأنظمة الأخلاقية ومحاربة عموم أنواع الآداب المرعية في المجتمعات الإنسانية وبخاصة ما كان منها نتيجة للأوامر الإلهية. وقد قادهم هذا الشذوذ الخلقي إلى هتك الأسرة ومحاربة ناموس الزواج ورأوا أن هدم ذلك من أقوى دعائم الشيوعية فتساوى الزواج والزنى في نظامهم، وحسن في أعينهم وقاع أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم وعماتهم وخالاتهم. وانحطوا في سلوكهم الأخلاقي عن كثر من الحيوانات العجماوات. وقد أصبحت لفظه (الكرامة) عندهم لفظه مرذولة فالمحبوب لديهم أن يطوروا بالرفقاء الأنذال. وأضحت كلمة (الشرف) من الألفاظ المدسوسة على الإنسانية بواسطة أصحاب الإقطاع فيجب أن تداس بالأقدام، و(الأمانة) دسيسة خبيثة من دسائس المحافظة على رؤوس الأموال.
المعارف والعلوم: ويرى الماركسيون أن المعارف والعلوم إنما ترجع إلى حاجة الإنسان –المادية- الجسدية منكرين أن يكوا لعقله أو وجدانه تأثير فيها.
7 / 125
كما ينكرون أشد الإنكار أن تأتي من طريق السماء، وإنما تكون فقط وليد حاجته المادية ومطالبه الحيوانية.
أما العلوم والمعارف والنظريات التي لا تخضع لهذا التفسير الشيوعي فهي في نظرهم:
تضليلا ... وتخيلات ... وأوهام
المخططات الرئيسية لقيام المجتمع الشيوعي مدخل ... (المخططات الرئيسية لقيام المجتمع الشيوعي): يرى ماركس أنه لا بد لقيام المجتمع الشيوعي_ من خمسة أركان يبنى عليها وهي: ١- استيلاء الطبقة الكادحة من العمال والفلاحين على مقاليد الحكم في أول الأمر. ٢- تأميم وسائل الإنتاج ومصادر الثورة. ٣- القضاء على رأس المال. ٤- القضاء على الطبقات. ٥- ثم القضاء على الحكومة.
١_ (استيلاء الطبقة الكادحة على مقاليد الحكم) يرى ماركس أن (الأجراء) ولا سيما الأجراء في الصناعة قابلون (للثورة الاجتماعية) لأنهم لا يملكون شيئًا في المصانع، ولعلهم كذلك يحملون في الغالب قلوبًا مملؤة بالحقد والضغينة على أصحاب الأموال، وهم الأداة السهلة اللينة التي تؤثر فيها مختلف الدعايات لذلك اعتبر ماركس أن أول المخططات الضرورية لقيام المجتمع الشيوعي هو قيام الطبقة الكادحة_ البروليتاريا_ من العمال الصناعيين والأجراء الزراعيين بالاستيلاء على مقاليد (الحكم) ومناصب الدولة حتى يهدم بهم الحكومات القائمة. ونحن لا نرى عيبًا في هذه القاعدة من حيث أن تكون الحكومة من طبقة الفقراء فإن الفقر والغنى في نظرنا أعراض غير ذاتية بل تتغير وتتبدل، إذ المال ظل زائل وعارية مستردة، والمرء عندنا بأخلاقه وآدابه لا بأمواله وكثرة متاعه. وما المال والأهلون إلا ودائع -ولابد يومًا أن ترد الودائع غير أننا لا نرى أن يكون المسيطرون على مقاليد (الحكم) ولابد من طبقة الفقراء، إذ الغالب عليهم الفوضى والجهل ولله در الشاعر إذ يقول: لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا غير أن نظام الماركسيين ينص على: (أن قيام حكومة العمال والفلاحين هو شيء (مؤقت) وأنه حركة انتقالية إلى مرحلة الشيوعية الحقيقية التي لا تبقى فيها حكومة وإنما ينطلق الشعب حرًا بلا حكومة ولا سلطان) . بيد أن واقع الحياة الشيوعية لم ير هذه النظرية مطبقة في أي قطر
المخططات الرئيسية لقيام المجتمع الشيوعي مدخل ... (المخططات الرئيسية لقيام المجتمع الشيوعي): يرى ماركس أنه لا بد لقيام المجتمع الشيوعي_ من خمسة أركان يبنى عليها وهي: ١- استيلاء الطبقة الكادحة من العمال والفلاحين على مقاليد الحكم في أول الأمر. ٢- تأميم وسائل الإنتاج ومصادر الثورة. ٣- القضاء على رأس المال. ٤- القضاء على الطبقات. ٥- ثم القضاء على الحكومة.
١_ (استيلاء الطبقة الكادحة على مقاليد الحكم) يرى ماركس أن (الأجراء) ولا سيما الأجراء في الصناعة قابلون (للثورة الاجتماعية) لأنهم لا يملكون شيئًا في المصانع، ولعلهم كذلك يحملون في الغالب قلوبًا مملؤة بالحقد والضغينة على أصحاب الأموال، وهم الأداة السهلة اللينة التي تؤثر فيها مختلف الدعايات لذلك اعتبر ماركس أن أول المخططات الضرورية لقيام المجتمع الشيوعي هو قيام الطبقة الكادحة_ البروليتاريا_ من العمال الصناعيين والأجراء الزراعيين بالاستيلاء على مقاليد (الحكم) ومناصب الدولة حتى يهدم بهم الحكومات القائمة. ونحن لا نرى عيبًا في هذه القاعدة من حيث أن تكون الحكومة من طبقة الفقراء فإن الفقر والغنى في نظرنا أعراض غير ذاتية بل تتغير وتتبدل، إذ المال ظل زائل وعارية مستردة، والمرء عندنا بأخلاقه وآدابه لا بأمواله وكثرة متاعه. وما المال والأهلون إلا ودائع -ولابد يومًا أن ترد الودائع غير أننا لا نرى أن يكون المسيطرون على مقاليد (الحكم) ولابد من طبقة الفقراء، إذ الغالب عليهم الفوضى والجهل ولله در الشاعر إذ يقول: لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا غير أن نظام الماركسيين ينص على: (أن قيام حكومة العمال والفلاحين هو شيء (مؤقت) وأنه حركة انتقالية إلى مرحلة الشيوعية الحقيقية التي لا تبقى فيها حكومة وإنما ينطلق الشعب حرًا بلا حكومة ولا سلطان) . بيد أن واقع الحياة الشيوعية لم ير هذه النظرية مطبقة في أي قطر
7 / 126
من الأقطار التي بليت بهذا النظام. فجميع البلاد التي صالت إلى الشيوعية قامت حكومتها من جنس الحكومات التي كانت في تلك البلاد قبل الحكم الشيوعي.
ولم يقع أبدًا أن صارت حكومة شيوعية من طبقة العمال والفلاحين ففي روسيا مثلًا كان الدور الذي قامت به الطبقة الكادحة هو إشعال نار الثورة ضد الحكم القيصري والقضاء عليه، ولما تم لرؤساء الحزب الشيوعي ما أرادوا من سقوط عرش آل (روما نوف) قبض رؤساء الحزب الشيوعي على زمام الحكم وأزاحوا العمال والفلاحين من الطريق وردوهم مدحورين إلى مصانع والمزارع ليقاسوا تحت سخط الحزب الشيوعي أشد ألوان المهانة والإرهاق.
وقد قام العمال والفلاحون بعدة ثورات كانت تقابل بأنكى صنوف القمع والإرهاب، ولم تمنع وسائل التعذيب الإجرامية هؤلاء من أن يقوم الكثير منهم بإحراق المحاصيل وتبديد الماشية والأموال حتى لا تقع في يد هؤلاء الحكام المستبدين.
وقد حاول (ستالين) أن يقضي على ثورات الطبقة الكادحة بألوان شتى من أنواع القتل والحبس والنفي في مجاهل (سيبيريا) والتهديد والوعيد فلم يفلح.
وفي منشور له في هذا الصدد يقول:
"لكي يضمن الكولخوزيون المزارعون لأنفسهم الحياة والعيشة يتطلب ذلك منهم أن يعملوا في (الكولخوزات) المزارع التعاونية ويحافظوا عليها ولا ينسوا مسئوليتهم تجاهها" ولما قال العمال لستالين:
"لقد انتقلت السلطة وتركزت في يد حزب واحد هو حزبنا ولن يشاركنا في توجيه الدولة أي فئة أخرى، وهذا ما يعنيه بالدكتاتورية العمالية".
وهكذا نرى المخطط الأول من المخططات التي رسمها ماركس للمجتمع الشيوعي لم تكن إلا حبرًا على ورق كما يقولون، بل صار العمال والفلاحون في المجتمع الشيوعي أحط أنواع العمال والفلاحين في العالم.
٢- (تأميم وسائل الإنتاج ومصادر الثروة): يرى الماركسيون أن السبب الرئيسي لتكوين الطبقات هو وسائل الإنتاج ومصادر الثروة فلابد للقضاء على (نظام الطبقات) من القيام: أولًا: بتأميم وسائل الإنتاج ومصادر الثروة، وجعلها بدل أن
٢- (تأميم وسائل الإنتاج ومصادر الثروة): يرى الماركسيون أن السبب الرئيسي لتكوين الطبقات هو وسائل الإنتاج ومصادر الثروة فلابد للقضاء على (نظام الطبقات) من القيام: أولًا: بتأميم وسائل الإنتاج ومصادر الثروة، وجعلها بدل أن
7 / 127
تكون ملكًا لبعض الأفراد أن تصير ملكًا لجميع الأمة.
وهذا التأميم كذلك يعتبر خطوة أولى لخطوة تليها هي القضاء التام على رؤوس الأموال والملكيات الفردية مهما كان نوعها وهذه النظرية لا ترى أية حرمة لمن بيده شيء من مصادر الثروة ووسائل الإنتاج، كما لا ترى أية قيمة لما بذله الأفراد في سبيل مشروع ولو في الأصل على الأقل للحصول على ما بأيديهم من أموال.
ولسنا نجادلهم بالأدلة الدينية التي توجب مراعاة الحرم والمحافظة على حقوق ذوي الحقوق فإن الدين في نظرهم هو "أفيون الشعوب" وإنما نقول لهم:
لقد أممتم مصادر الثروة ووسائل الإنتاج، فماذا فعلتم بهذه الأموال المؤممة، وكان المفروض بناء على دعواكم الأساسية أن تصير ملكًا للمجموع يتساوون في الانتفاع بها. فهل صار في متناول كل فرد من أفراد أمتكم أن يحصل على شيء من هذه الأموال يسد بها عازته ويقضى منها وطره وحاجته؟
والواقع أن الأموال المؤممة إنما انتقلت من ملك أربابها ومكتسبيها إلى خزينة الدولة ليتصرف فيها الحكام حسب أغراضهم وأهوائهم وليبذلوا ما شاءوا في سبيل امتداد حكمهم وسلطانهم ولينغمسوا بها في الشهوات والملاذ إلى حلوقهم وأذقانهم. وقد كانت نتيجة هذا التأميم سلب أسباب الغنى من الأغنياء وإدامة الفقر والمسكنة للمساكين والفقراء.
٣- (القضاء على رأس المال): والمخطط الثالث من المخططات اللازمة لقيام المجتمع الشيوعي هو القضاء على (رأس المال) بدعوى أن رأس المال يشكل العمود الرئيسي للظلم الواقع على رأس (الطبقة الكادحة) . أما كيفية هذا الظلم فيقرر الماركسيون بأن قيمة كل شيء هو العمل الإنساني الذي بذل فيه، وإذا لم يكن هناك استغلال وجب أن يأخذ العامل ثمرة العمل كلها، إلا أن أصحاب رأس المال (يستغلون) اضطرار العامل فلا يعطيه من قيمة عمله إلا جزاءً يسيرًا قد لا يفي بكفايته ولا يقوم بحاجته الضرورية من القوت ثم يأخذ صاحب رأس المال الزيادة لنفسه، ويصرفها في توسيع ثروته فيزداد إمعانًا في الظلم وإغراقًا في سرقة حقوق العامل. وهذه الزيادة بين رأس المال الأصلي وقيمة الإنتاج يسميها كارل ماركس (القيمة الفاضلة) . وهذه القيمة الفاضلة قد ذهب أكثرها إلى صاحب رأس المال، وقد كان من حق العامل أن يستولي على هذه القيمة الفاضلةكلها، لأنها في الواقع
٣- (القضاء على رأس المال): والمخطط الثالث من المخططات اللازمة لقيام المجتمع الشيوعي هو القضاء على (رأس المال) بدعوى أن رأس المال يشكل العمود الرئيسي للظلم الواقع على رأس (الطبقة الكادحة) . أما كيفية هذا الظلم فيقرر الماركسيون بأن قيمة كل شيء هو العمل الإنساني الذي بذل فيه، وإذا لم يكن هناك استغلال وجب أن يأخذ العامل ثمرة العمل كلها، إلا أن أصحاب رأس المال (يستغلون) اضطرار العامل فلا يعطيه من قيمة عمله إلا جزاءً يسيرًا قد لا يفي بكفايته ولا يقوم بحاجته الضرورية من القوت ثم يأخذ صاحب رأس المال الزيادة لنفسه، ويصرفها في توسيع ثروته فيزداد إمعانًا في الظلم وإغراقًا في سرقة حقوق العامل. وهذه الزيادة بين رأس المال الأصلي وقيمة الإنتاج يسميها كارل ماركس (القيمة الفاضلة) . وهذه القيمة الفاضلة قد ذهب أكثرها إلى صاحب رأس المال، وقد كان من حق العامل أن يستولي على هذه القيمة الفاضلةكلها، لأنها في الواقع
7 / 128
عند (ماركس) قيمة عملة وثمرة كده لذلك رأى ماركس من الضروري القضاء على رأس المال حتى تتحطم السلاسل والأغلال التي يكبل بها الرأسماليون العمال والكادحين، ولا بد أن يسري على الجميع بعد ذلك قانون قاطع هو:
"إن لكل حسب حاجته، ومن كل حسب طاقته" ومعنى ذلك أن الدولة تكفل لكل إنسان قدر ما يحتاجه في معاشه من مطعم وملبس ومسكن، وتكلفه في نظير ذلك أن يبذل للدولة ما يطيقه من العمل!
هذا.. ودعوى الماركسيين أن رأس المال يشكل العمود الرئيسي للظلم الواقع على رأس الطبقة الكادحة هي دعوى فاسدة بل رأس المال قد يكون سببًا في كثير من الأحيان في مد يد المساعدة والعون للطبقة الكادحة وتيسير أسباب المعايش لهم.
كما أن دعوى الماركسيين أن قيمة كل شيء هو العمل الإنساني الذي بذل فيه، وأن العدالة تقتضي أن يحصل العامل على جميع القيمة الفاضلة هي دعوى منافية للعدل والإنصاف كذلك لما فيها من إلغاء اعتبار الأدوات والآلات التي بذلها صاحب رأس المال والتي يسرت للعامل هذا العمل، كما أن أبسط قواعد الاقتصاد تبرهن على أن قيمة الشيء ليست العمل الإنساني الذي بذل فيه.
فالسلعة الواحدة قد يصنعها عامل في يوم ويصنعها عامل آخر في يومين، وقد يباع كتاب في سنة ما بدينار واحد ولا يساوي في سنه أخرى أكثر من ربع دينار، وهذا الصنف من الشراب قد يرتفع سعره في بلد وينخفض في بلد آخر في نفس الوقت مع أن العمل الإنساني الذي بذل فيه إنما هو عمل واحد.
بل قيمة الشيء غالبًا تخضع لنظام (العرض والطلب) .
كما أن القانون الذي قرروا أن يكون لكل حسب حاجته ومن كل حسب طاقته، هو قانون خيالي، لأن حاجات الناس متفاوتة كتفاوت طبائعهم، أي أن هذا العامل قد يكفيه قليل من الخبز والادام لتوليد طاقة العمل في بنيته، وقد يزامله عامل آخر في نفس العمل ولا يكفيه ضعفه من الخبز والادام لتوليد طاقة العمل لديه، كما أن بعض العمال قد يستطيع مباشرة عمله في الشتاء بلباس خفيف ولا يستطيع زميله في العمل أن يباشر إلا بلباس ثقيل قد يكلفه ضعف ما يحتاجه زميله السابق.
ومما يبين فساد هذه النظرية ومجافاتها لنظام الطبيعة والفطرة هو: عجز الشعوب التي سقطت في براثن دعاة الشيوعية عن تطبيقها، كما أنهم صاروا المثل الأسوأ في ظلم الطبقة الكادحة من الفلاحين والعمال.
فقد صار العامل في روسيا - مثلًا - يطلب منه أن يقدم أقصى ما يستطيع
7 / 129