هدایت راغبین

هادی بن وزیر d. 822 AH
137

هدایت راغبین

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ژانرها

علوم قرآن

واتبع الناس الدنيا ورفضوا الآخرة، وباعوا هذه بهذه، فزايل الأكثر مراكز الهدى والإيمان، ومالوا إلى جانب الضلالة والطغيان، وراقتهم العاجلة فآثروها على الآجلة، وكانت الدنيا قد استتبت لمعاوية وانتظمت بعد وفاة أمير المؤمنين كرم الله وجهه، فلما رأى الحسن عليه السلام تخاذل أصحابه ، وتقاعد الناس عن نصرته، ورأى عليه السلام أنه إن استمر على القيام والجهاد ومنابذة العدو بالجد والاجتهاد وليس له ناصر بعد الله إلا نفر من أهل بيته وجماعة قليلة من شيعته؛ أدى ذلك إلى إلقائه بنفسه وأصحابه إلى التهلكة، ورميه بنفسه ومن معه في الهلكة، فرأى المصالحة أجدر، والمسالمة أسلم، ولزوم بيته ألزم من تعرضه لما لا يطيقه، وإهداره لدمه يريقه، فصالح وفي العين قذى وفي الحلق شجى، يرى تراثه كما قال أبوه عليه السلام نهبا؛ فعاش مغصوصا مهموما، ومات منقوصا مسموما.

وأما ما تهذي به الحشوية من أنه عليه السلام خلع نفسه من الإمامة وسلمها لمعاوية، فهذا لجهلهم بالآثار، وتعطلهم عن مودة آل النبي المختار؛ كيف يختلع عن إمامته مع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما)) ، وهذا يقتضي أنهما لا يخرجان عن الإمامة بحال من الأحوال.

صفحه ۱۸۰