هدایت راغبین
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
ژانرها
فأخبر سبحانه أنهم لو ردوا ما يجهلون علمه ولا ينالون فهمه إلى الله بالتسليم له في حكمه، وإلى الرسول من معلوم علمه، وإلى الأئمة من عترته فيما التبس من ملتبسه، واشتبه على الأمة من متشابهه، لوجدوه عند الله في كتابه مبينا، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم التي جاء بها من الله مثبتا، وعند الأئمة من عترته صلى الله عليه وآله وسلم نيرا بينا.
ثم أخبر سبحانه أنه لولا فضل الله على الخلق بإظهار من أظهرهم من خيرته، وتولية من ولي عليهم من صفوته، إذن لاتبعوا الشيطان في إغوائه، ولشاركوه في غيه وضلاله، فامتن عليهم سبحانه بأئمة هادين، غير ضالين ولا مضلين، صفوة الله من العالمين، وخيرته من المخلوقين، نور الأمة وسراج الظلمة المدلهمة، ورعاة البرية، وضياء الحكمة، ومعدن العصمة، وثبات الحجة، ومختلف الملائكة، اختارهم الله على علمه، وقدمهم على جميع خلقه، علما منه تعالى بفضلهم، وتقديسا لهم على غيرهم، وفي ذلك ما يقول سبحانه: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير(32)} [فاطر] .
صفحه ۱۶۰