339

كان مع أبي الحسين بن ثوابة في داره ببغداد في الجانب الشرقي بعسكر المهدي، فسألتهما عن ما علماه من أمر الإمام بعد أبي محمد فقالا لي: إن أبا الحسن (عليه السلام) كان في حياته إلى أبي جعفر محمد ابنه ومضى أبو جعفر في حياة أبي الحسن (عليه السلام) وعاش أبو الحسن بعده أربع سنين وعشرة أشهر وكان فارس بن ماهويه يدعي أنه باب أبي جعفر بأمر سيدنا ابو [أبي الحسن (عليه السلام) ثم وقعت الشبهة عند المقصرة والمرتابين من الشيعة وكان الأمر والحق لأبي محمد (عليه السلام) وادعى جعفر أنه باب أبي جعفر بعد فارس بن حاتم بن ماهويه وذلك من سيدنا أبي محمد (عليه السلام) وألقاه الرجلين [الرجلان قبلا ذلك عنه ودعيا الناس إليه فأمر سيدنا بطلبهما فهربا إلى الكوفة وأقاما بها إلى أن مضى أبو محمد (عليه السلام).

قال الحسين بن حمدان: فقلت إلى الحسين بن ثوابة ولأبي عبد الله الشيخ النازل عليه: قد قصصتها علي هذه القصص فإن قص غيركما علي قصصا فأترك قصصكم وأقبل قصة ذلك ولكن عندي حجة أقولها، قالا:

هات ما عندك فقلت لهم هكذا قالت الميمونة إن أبا عبد الله الصادق أوصى إلى إسماعيل ابنه وقص عليه وخبر أنه الإمام بعده وقد علمتم وعلمنا وسائر الشيعة أن إسماعيل مضى في حياة أبيه جعفر الصادق (عليه السلام) وعاش الصادق بعده أربع سنين ومضى أبو عبد الله قالت:

الشيعة إن عبد الله بن جعفر الصادق جلس بمجلس أبيه وادعى الإمامة وهو مبطل وكانت الإمامة في ابنه موسى (عليه السلام) وإنما ادعى سمي عبد الله الأفطح لأنه كان أفطح الرأس فهل عندكما قول وحجة تأتيان بها غير هذا الذي سمعته منكما قالا هذا عندنا في الظاهر قلت ما عندكما في الباطن فقالا جعفر هو الإمام المفترض الطاعة الذي لا يسع الخلق إلا معرفته فقلت لهما أليس قد رويتما أن أبا الحسن (عليه السلام) أشار إلى أبي جعفر أنه الإمام من بعده قالا بلى فقلت لهما قد كفرتما بروايتكما على أبي الحسن أنه أشار إلى أبي جعفر أنه الإمام من بعده وقد مات أبو جعفر قبله في حياته

صفحه ۳۸۵