والمركب الحقيقي : ما كانت أجزاؤه متحدة في الوجود بمعنى أن لا يكون لجزأيه وجودان ممتازان منحازان في الخارج ، بل ليس في الخارج إلا وجود واحد.
والمركب الاعتباري : ما كان لكل جزء منه وجود ممتاز عن وجود الجزء الآخر.
والأول كالإنسان ، فإنه مركب من الحيوانية والناطقية ، ولا يكون أعلاه ناطقا وأسفله حيوانا أو العكس ، بل كل ما فرض كونه مصداقا للناطق هو بعينه مصداق للحيوان.
والثاني كالدار ، فإنها مركبة من أجزاء كل منها له وجود منحاز في الخارج عن وجود جزئها الآخر.
ومن خواص المركب الاعتباري : أنه يمكن أن لا يكون له أجزاء معينة بأن كان محدودا من حيث القلة ولا بشرط من حيث الكثرة بمعنى أنه إذا زاد شيء مسانخ له يكون جزءا له وإلا فلا. وأمثلته في العرف كثيرة.
منها : الكلمة ، فإنها مركبة اعتبارية من حرفين فصاعدا ، فمن حيث الزيادة على حرفين لا بشرط ، يعني مثل «أحد» كلمة و «أحمد» أيضا كلمة ، لا أنه كلمتان أو كلمة وزيادة.
ومنها : لفظ الدار ، فإنه وضع لمركب اعتباري له ساحة وقبة وحيطان ، فمع فقد أحد هذه لا يسمى دارا ولكن لم يؤخذ في مفهومه أن يكون ذا قبة أو قبتين أو أزيد ، فإذا لم يكن له إلا قبة
صفحه ۹۳