(4) سورة البقرة الآية : 83 . المطلب الثاني سماحة النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة غير المسلمين بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، وهو صلى الله عليه وسلم مثال للكمال البشري في حياته كلها ، مثال للكمال في علاقته بربه وفي علاقته بالناس كلهم بمختلف أجناسهم وأعمارهم وألوانهم ، مسلمين وغير مسلمين ، قال جابر بن عبد الله رضى الله عنه « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سهلا » (1) ، قال النووي : " أي سهل الخلق كريم الشمائل لطيفا ميسرا في الخلق " (2) .
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : « ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها » (3) . بمثل هذه القيم كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، يسر في كل شيء ، وذود عن حرمات الله لا عن عرض الدنيا أو أهواء النفوس .
وتعدد صور السماحة في هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين وشواهد ذلك من سيرته لا تحصر وأذكر منها ما يلي :
_________
(1) صحيح مسلم ، كتاب الحج ، باب بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز إفراد الحج والتمتع والقران ، رقم الحديث : 1213 .
(2) شرح صحيح مسلم ، النووي ، مكتبة المعارف ، الرياض ، ط 1 ، 1407ه ، ج 4 ص 410 .
صفحه ۱۸