ومرت الأيام.
حتى كان الثلث الأول من شهر أكتوبر، وقد بدأت وتيرة الاحتجاجات تخف نوعا، لكن كانت هناك دعوات لمظاهرات حاشدة يوم غد الجمعة، سميت «جمعة الحرية».
كانت زوجتي قد نامت منذ ساعات، جلست في تلك الغرفة الخارجية التي حولتها لمكتب متواضع أضع عليه مراجعي وأوراقي التي أجلبها من المكتب أحيانا، أشغل بعض الموسيقى الخفيفة التي تساعدني على التركيز، وأحتسي الشاي وأدون بعض الملاحظات عن بعض المرضى، إن العمل في الليل يناسبني أكثر، فهو يجعلني أكثر تركيزا وهدوءا.
هكذا استغرقت في مراجعة بيانات إحدى الحالات التي تزورني في العيادة، عندما رن جرس الهاتف المحمول، من الذي يتصل في الرابعة صباحا؟
كان الرقم غريبا، فتجاهلت المكالمة ، وعدت لأوراقي، مرت ثوان ثم عاد الهاتف يرن مرة أخرى.
هذه المرة رددت على المكالمة. - «ألو .»
سمعت صوت تنفس ثقيل من الطرف الثاني، ولم يرد. - «ألو، من معي؟»
لا رد مجددا، فقط المزيد من صوت التنفس الثقيل. «هذه مزحة سخيفة» قلت لنفسي. وهممت أن أغلق الخط، عندما سمعت الصوت المتحشرج المخنوق: «كانوا أنبل ما فينا.»
كان الصوت متحشرجا مكتوما كأن صاحبه كان يبكي، وإن بدا لي مألوفا للغاية. لقد سمعت هذا الصوت من قبل!
صحت في دهشة: «عمار!»
صفحه نامشخص