أرى الظل يظهر من العدم، ويتشكل أمامي بتلك الطريقة المتموجة المخيفة. «عمار» الطفل يحمل أخته على كتفه، وهو يجري هربا من الموت المتربص في كل خطوة، يجري ويبكي عبر الدخان والنار، ووسط شهقات الاحتضار.
ببراعة يقهر الموت، ويفلت من قبضته المستبدة.
أرى الدخان يتصاعد من أطلال قريته التي تمت إبادتها عن بكرة أبيها.
الظل يتموج ويتشكل بسرعة، تتمطى أجزاءه الخارجية، ثم تعود للاندماج لتعيد تشكيل المشهد. هل رأيت من قبل صورة مجهرية للأميبا؟ حسنا. يشبه الأمر هذا بالضبط.
أرى والدته تتعرض للاغتصاب.
تصرخ، تقاوم، تخمش، تبكي، تتوسل، تئن، تستغيث، تدعو.
بينما يتناوب عليها الجنجويد بالعشرات، ثم يطلقون عليها النار في الرأس.
أرى أخته تموت في الجبل موتا بطيئا مؤلما.
صوت الأجراس هذا!
لا أدري إن كنت رأيت هذا في الظل حقا، أم هي خدع الظلام والظلال البصرية، أم أن عقلي لا زال يتلاعب بي.
صفحه نامشخص