أشفقت على قدميه المتعبتين المتثاقلتين، بل إنها كانت تشفق على أي فرد كان مضطرا للوقوف.
قالت إنها من المدعوين لحضور الحفلة. «حسنا، ولكن هل أتيت بسيارتك؟» «لقد جئت سيرا على الأقدام.» لكن ذلك لم يكن كافيا، وخلال فترة قصيرة أخذت تقص عليه بقية القصة. «استقللت إحدى الحافلات، ثم بعدها استكملت الطريق سيرا على الأقدام.»
وقف الآن أحد الرجال الذين كانوا وسط دائرة الأشخاص المهمين خاصة خلف الرجل الذي أشفقت عليه من حذائه. وقال: «فكرة ممتازة.» بدا واضحا أنه لم يكن يمانع في الحديث معها.
لم يهتم الرجل الأول بهذا الرجل كثيرا، وأحضر لجريتا حذاءها ومد يده ليعطيها إياه، لكنها رفضت موضحة أنه يؤلمها كثيرا. «احمليه وإلا فعلت أنا ذلك. هل بمقدورك النهوض؟»
بحثت بنظرها عن الرجل الأهم ليساعدها لكنه لم يكن موجودا. لقد تذكرت الآن ما كتبه؛ لقد ألف مسرحية عن الدوكهوبورس، الطائفة المسيحية الروسية، التي أحدثت ضجة كبيرة وجذبت انتباه الكثيرين لأنه من المفترض أن يظهر الدوكهوبورس عرايا. بالطبع ليس أفراد الطائفة هم من سيظهرون عرايا، بل مجموعة من الممثلين. وعلى أية حال، لم يسمح لهم أن يظهروا عرايا في نهاية الأمر.
حاولت أن تشرح ذلك للرجل الذي عاونها على النهوض، لكن كان من الواضح أنه لم يكن مهتما بسماع هذا. قال إنه ليس من هذا النوع من الكتاب، وإنه صحفي، وقد أتى في زيارة إلى هنا مع ابنه وابنته، اللذين هما في الوقت نفسه حفيدا أصحاب الحفلة، وكانا يساعدان في تقديم المشروبات.
قال وهو يشير إلى المشروبات المقدمة: «إنها فظيعة وقاتلة.»
أصبحا الآن بالخارج، وسارت عبر الحشائش وهي لا ترتدي في قدميها سوى الجورب، وحاولت جاهدة أن تتفادى الأوحال.
قالت لرفيقها: «لقد تقيأ أحدهم هناك.»
قال وهو يضعها في سيارة: «هذا صحيح.» أدى الهواء الطلق إلى تغيير حالتها المزاجية، من الشعور بالإثارة الذي يشوبه بعض التوتر، إلى الشعور الذي وصل إلى حد الإحراج، بل الخزي.
صفحه نامشخص