زندگی عزیز من

نهله داربی d. 1450 AH
73

زندگی عزیز من

حياتي العزيزة

ژانرها

قال العم جاسبر بينما كنت ممسكة بشوكة الطعام في الهواء، وتوقفت عن مضغ البطاطس واللحم اللذين كانا في فمي بالفعل: «بارك لنا يا رب طعامنا هذا ليفيد أجسادنا، وباركنا لنكون في خدمتك.»

قال: «هل تشعرين بالدهشة؟» وذلك بعدما أنهى الصلاة قائلا: «بيسوع. آمين.» كان يريد أن يعرف إذا ما كان والداي يرددان صلاة مختلفة، ربما بعد فروغهما من تناول الطعام.

قلت له: «إنهما لا يرددان أي شيء.»

قال: «ألا يفعلان حقا؟» تفوه بهذه الكلمات باندهاش مصطنع، وأضاف: «إنك بالقطع لا تعنين هذا؟ كيف لأشخاص لا يتلون صلاة مباركة الطعام أن يذهبوا إلى أفريقيا كي يعظوا الوثنيين؟ فكري في هذا.»

بدا أن والدي لم يقابلا في غانا - حيث كانا يعملان كمدرسين - أيا من الوثنيين؛ فالمسيحية منتشرة بنحو باعث على الدهشة في كل مكان حولهم، ويتجلى ذلك حتى في اللافتات الملصقة على ظهور الحافلات.

قلت، ولسبب ما استثنيت نفسي: «إن والدي من الموحدين.»

هز العم جاسبر رأسه وطلب مني أن أفسر له معنى الكلمة؛ أليسا مؤمنين برب موسى؟ أو برب إبراهيم؟ هما بالقطع ليسا من اليهود ولا المسلمين، أليس كذلك؟ «في الغالب، كل شخص له فكرته الخاصة به عن الإله.» قلت ذلك ربما بنحو أكثر حزما مما توقع. كان لدي أخوان في الجامعة، لكن يبدو أنهما لن يصبحا من الموحدين؛ لذا كنت معتادة على المناقشات الحادة الدينية - وكذلك تلك التي تحتوي على أفكار إلحادية - حول مائدة العشاء.

وأضفت قائلة: «لكنهما يؤمنان بفعل الخير، وبأن يحيا المرء حياة صالحة.»

لقد أخطأت عندما قلت هذا؛ فلم يرتسم فقط على وجه زوج خالتي تعبير ينم عن الارتياب - حيث رفع حاجبيه وأومأ برأسه في تعجب - وإنما بدت الكلمات التي خرجت من فمي غريبة حتى بالنسبة إلي أنا أيضا؛ خلتها مجرد كلمات رنانة مفرغة من المضمون.

لم أكن راضية عن فكرة ذهاب والدي إلى أفريقيا؛ فقد كنت معترضة على إلقائي هكذا إلى خالتي وزوجها، وذلك على حد وصفي للأمر، بل إنني ربما كنت سأخبر والدي الشديدي الصبر، أن أعمالهما الصالحة ما هي إلا درب من الحماقة؛ ففي منزلنا كان لنا مطلق الحرية في أن نعبر عن أنفسنا كما يحلو لنا. هذا بالرغم من أنني لا أعتقد أن والدي أنفسهما كان سيتحدثان أبدا عن «الحياة الصالحة»، أو «فعل الخير».

صفحه نامشخص