حیات شرق
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
ژانرها
قال أحد أدباء البحرين يصف الاستعمار الأوروبي:
إذا كان هناك فرق بين الاستعمار الإنجليزي واستعمار الدول الأخرى فهو أن الاستعمار الأوروبي كالقصاب الذي يقتل الشاة بجرة مدية في نحرها، لا يتركها إلا وهي تسلم الروح لخالقها، أما الآخر فمثل القصاب الذي يعذب الشاة وخزا بالإبر حتى ينزف دمها، فأية الميتتين أخف؟ وأي الذابحين أرحم؟
غير أنك ترى أن العرب أنفسهم والشرقيين عامة يعينون المستعمر على أنفسهم ولا يقصرون في مساعدته على القضاء على أمتهم ووطنهم.
وطالما رأينا في تاريخ الشرق الحديث أن المغلوب يساعد الغالب على نفسه فماذا يحمله على ذلك؟
أهو الجهل، أم الضعف والجبن والخنوع، أم الرهبة من القوي المنتصر، أم الخضوع للمصلحة الخاصة والطاعة العمياء؟
ما جنى على العرب غير أنفسهم، كنا وكنا وكنا حديث مبتذل، يوم قفلت المدارس في البلاد فعم الجهل وتوارثه الأبناء كنا الجانين على أنفسنا، يوم خدعنا الأجانب بدولة عربية مستقلة ودفعوا لنا الذهب الوهاج وحملناه في صفائح وقضينا على الدولة العثمانية وطمعنا في ملك الجزيرة أولا وفي الخلافة والإمامة ثانيا؛ كنا الجانين على أنفسنا، يوم عزل هؤلاء الملوك وخلعوا وطردوا كانوا الجانين على أنفسهم.
قد كانت القوة والمال والعلم بأيدينا ففرطنا فيها وفي قوميتنا وكنا الجانين على أنفسنا، واليوم نرى القوة والعلم والمال بأيدي الأوروبيين فلا نقتدي بهم في الفضائل والحسنات حتى نبلغ شأوهم ونستعيد مجدنا فكنا الجانين على أنفسنا.
الإباضية وإلى من ينتمون؟
انظر إلى تاريخ عمان تجده صفحة دامية ملئت سطورها بأسماء الأمراء والفاتحين المتقاتلين في سبيل السلطة والسؤدد، فكان أول انشقاقهم على دولة العرب الأولى كونهم من الخوارج الإباضية، ومن أئمتهم الآن سليمان باشا الباروني الذي يعيش بين ظهرانيهم منذ بضع سنين، مما يدلك على أن الإباضية في الخليج الفارسي كما هم في طرابلس وغيرها من ممالك الإسلام. والخوارج هم الفرقة العاشرة من الفرق التي انشق بها الإسلام، ويقال لهم النواصب والحرورية نسبة إلى حروراء موضع خرج فيه أولهم على علي، وهم الغلاة في حب أبي بكر وعمر وبغض علي بن أبي طالب، وينقسمون إلى عشرين فرقة، وهم ضد الشيعة على خط مستقيم.
والفرقة التاسعة عشرة من الفرق العشرين هي الفرقة الإباضية أتباع عبد الله بن إباض الذي خرج في أيام مروان وكان من غلاة المحكمة، الذي زعمت الحارثية أنه لم يكن لهم إمام بعد المحكمة الأولى إلا هو وبعده حارث بن مزيد الإباضي الذي انتسبت إليه الحارثية. وقد أجمعت الإباضية على القول بإمامة عبد الله بن إباض، وافترقت فيما بينها فرقا يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة (يعنون بذلك مخالفيهم من هذه الأمة) براء من الشرك والإيمان وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار، وأجازوا شهادتهم وحرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلانية وصححوا مناكحهم والتوارث منهم، وزعموا في ذلك أنهم محاربون لله ورسوله لا يدينون دين الحق، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض، والذي استحلوه الخيل والسلاح فأما الذهب والفضة فإنهم يردونهما على أصحابهما عند الغنيمة.
صفحه نامشخص