حیات شرق
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
ژانرها
وإنني أنتهز هذه الفرصة لأشكر جميع العلماء والفضلاء والمجاهدين والمفكرين الذين رجعت إلى كتبهم وانتفعت بمؤلفاتهم وآرائهم وأفدت بمحادثتهم، ولا سيما الأستاذ الفاضل والمؤرخ الثقة والرحالة الشرقي الشهير السيد عبد العزيز الثعالبي زعيم تونس، والسيد ميرزا رفيع مشكي أديب فارس، وسير محمد إقبال شاعر الهند الإسلامية وفيلسوفها، والسيد غلام رسول مهر صاحب جريدة «انقلاب» الهندية بلاهور، والشيخ كامل القصاب، ودكتور عبد الرحمن شهبندر المجاهد السوري الأديب، وعياض بك إسحاقي والأمير سعيد شامل والأمير سعيد الجزائري والسيد مرسي جار الله زعماء قفقاسيا والأورال، وخير الدين الزركلي، وكل مؤلف أو كاتب لم يرد ذكره في صفحة مراجع الكتاب سهوا. والحمد لله على خير معونته وحسن توفيقه.
محمد لطفي جمعة
مصر الجديدة في رمضان المعظم 1350/يناير 1932
الفصل الأول
الزعماء في الشرق
ربما كانت مسألة الزعامة والزعماء في الشرق من أعضل المعضلات التي تعانيها تلك الشعوب من فجر التاريخ إلى يومنا هذا.
يكون الزعيم مصلحا دينيا أو مصلحا اجتماعيا أو زعيما سياسيا أو قائدا حربيا، وقد يوصله الدين أو السياسة أو الحرب إلى الملك.
وربما يكون نصيب المصلح الاجتماعي أقل الأنصبة في المجد والمنفعة الذاتية.
على أن الزعيم الصادق يكون دائما سامي الغرض بعيد الغاية فلا يتطلب لنفسه شيئا، كما قد يكون طموحا ذا مطامع فيسخر لنفسه ولذويه كل شيء. وبقدر ما يكون الأول نافعا يكون الثاني مضرا وذا خطر على الوسط الذي ينشأ فيه.
يجب علينا أولا أن نفحص شعوب الشرق من حيث الزعامة والمقارنة بينها وبين شعوب الغرب.
صفحه نامشخص