حیات شرق
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
ژانرها
أليس أعمال النبيل ن داعية إلى أن يكفر الأتراك بمكة وساكنيها من وقت الخليقة إلى يومنا هذا؟! وقديما قال ابن الأثير ج6 ص211: «العربي بمنزلة الكلب، اطرح له كسرة واضرب رأسه.» وقد بالغ في الإهانة بما لا نوافقه عليه.
وقال الله:
الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ، قال أحد الكتاب: «فكيف إذا لم نطرح كسرة بل طرحنا أكداسا من الذهب الوهاج؟»
وروي عن الشيخ علي القانص الهندي أنه قال:
العربي في حضرموت لو أعطيته مجا وأمرته بقتل نفس مؤمنة ما تأخر.
وقال الشيخ سالم بن سعد بن نبهان: «نحن العرب لم تحكمنا دولة أجنبية، إذا صاحبنا إفرنجي تكبرنا على أصحابنا فإذا ملكتنا حكومة أجنبية يوما ما فلا شك في أننا سنكفر.» وقال آخر خبير: «لو طلبت الحكومة الإنجليزية من بعض العرب أن يتنصروا للبرهان على صداقتهم لها ما تأخروا عن اعتناق الصليب.» وهذه مبالغة تدل على القسوة في الحكم.
ولأجل هذا أعطى أحد أمراء مكة للكولونيل «ز» مأذونية واسعة وتوكيلا مفوضا، بحيث يمضي بالنيابة عنه كل ما شاء من العهود والاتفاقات حتى كأنه الأمير بنفسه، في الوقت الذي يخفي فيه الحاكم كل شيء حتى على أولاده.
بعد أن حدث النفور بين المرحوم جلالة الملك حسين بن علي والإنجليز، كتب كاتب في التيمس في مايو سنة 1921 يقول ما تعريبه:
إن القيام الذي حصل ضد الأتراك لم يكن وقوعه بصورة عامة من جميع العرب، بل وقع من جانب الشريف حسين، وبالرغم من كون الأمة العربية تتألف من خمس حكومات فإنه ليس فيها أضعف ولا أصغر من حكومة الحجاز، التي تحولت إلى حكمدارية. ومع أن أمير نجد ساعد الحلفاء في الحرب العامة، فإننا لا ننكر أن الحركة بدأت من الحجاز. وكما أن شريف مكة حسين باشا صار حكمدارا على الحجاز، فقد رشح أولاده لإمارات عربية متعددة. ولو رجعنا إلى مطالب عائلة الشريف حسين لوجدنا أن هنالك أشرافا أسمى منهم حسبا ونسبا وأعرق منهم مجدا وفخارا ، وأنهم أليق وأحق بإمارة مكة من حسين وأولاده، وإنما أولاد الشريف حسين يرتكنون في مطالبهم على المساعدات التي قاموا بها للحلفاء في أثناء الحرب.
إن العراق لا تستطيع أن تسمع باسم شريف مكة وأولاده وليس لأحدهم قبول حسن هناك، ويجب موافقة الأمم قبل ترشيح الأمراء لها. وكذلك سورية فإنها لا تنقاد ولا تذعن لأوامر مكة. أما نجد فإن ساحة شاسعة مترامية الأطراف تلتف حول أميرها.
صفحه نامشخص