استمر أبي قائلا برصانة: «ولكنها قد تخدعك وتخبرك بأنها قد استأصلت المرارة والزائدة وهما لا يزالان في مكانهما، يفضل أن تطلب رؤية آثار الندوب.»
فأصيب العم بيني بالفواق، واحمر وجهه وضحك ضحكة صامتة وهو ينحني على طبقه. ••• «هل يمكنك الكتابة؟» طرح العم بيني هذا السؤال علي وأنا في منزله أقرأ في الشرفة، بينما كان هو يفرغ أوراق الشاي من إبريق صفيح وكانت تتناثر على السياج. «منذ متى وأنت تذهبين إلى المدرسة؟ وفي أي صف أنت الآن؟» «سوف ألتحق بالصف الرابع.» «تعالي إلى هنا.»
اصطحبني إلى مائدة المطبخ وأزال مكواة كان يقوم بإصلاحها وقدرا مثقوبا من القاع، وأحضر دفترا جديدا وزجاجة من الحبر وقلم حبر قائلا: «هلا مارست بعض التدريب على الكتابة من أجلي هنا؟» «ماذا تريدني أن أكتب؟» «لا يهم، إنني أريد أن أرى كيف تقومين بذلك فحسب.»
فكتبت اسمه وعنوانه بالكامل: «السيد بنجامين توماس بول، طريق فلاتس، جوبيلي، بلدة واواناش، أونتاريو، كندا، أمريكا الشمالية، نصف الكرة الأرضية الغربي، العالم، المجموعة الشمسية، الكون.» أخذ يقرأ من فوق كتفي، وقال بحدة: «وأين موقع كل هذا بالنسبة للسماء؟ لم تكتبي ما يكفي، أليست السماء خارج الكون؟» «إن الكون يعني كل شيء، إنه كل ما هو موجود.» «حسنا، أتعتقدين أنك تعلمين الكثير. ماذا هناك عندما تصلين إلى نهاية كل ذلك؟ لا بد أن ثمة شيئا ما هناك وإلا فلا توجد نهاية، يجب أن يكون ثمة شيء كي تكون نهاية، أليس كذلك؟»
فقلت بارتياب: «ليس ثمة شيء.» «بلى ثمة شيء، إنها السماء.» «حسنا، وماذا هناك عندما تصل إلى نهاية السماء؟»
فقال العم بيني بنبرة انتصار: «لا يمكنك الوصول إلى نهاية السماء لأن الإله هناك!» وألقى نظرة عن كثب على خطي الذي كان دائريا مرتعشا مترددا، وقال: «حسنا، أي شخص يمكنه قراءة ذلك بسهولة، أريدك أن تجلسي هنا وتكتبي لي خطابا.»
كان العم بيني يعرف القراءة جيدا ولكنه لم يكن يعرف الكتابة، وكان يقول إن المعلمة في المدرسة قد ضربته مرارا وتكرارا محاولة غرس مهارة الكتابة بداخله، وكان يحترمها لذلك، ولكنها لم تنجح في ذلك قط. وعندما كان يحتاج لكتابة خطاب كان يطلب مساعدة أبي أو أمي في ذلك.
كان ينظر من فوق كتفي ليرى ما كتبته في أعلى الورقة، وكنت قد كتبت طريق فلاتس، جوبيلي، 22 أغسطس 1942، وقال: «هذا صحيح، هكذا تكون كتابة الخطاب! والآن اكتبي: «سيدتي العزيزة».»
فقلت: «الخطاب يبدأ ب «عزيزي» أو «عزيزتي» ثم اسم الشخص، ما لم يكن خطاب عمل فإنه يبدأ ب «سيدي العزيز» أو «سيدتي العزيزة». هل هو خطاب عمل؟» «نعم ولا في نفس الوقت، اكتبي «سيدتي العزيزة».»
فتساءلت بضيق: «ما اسمها؟ يمكنني كتابة اسمها بسهولة فحسب.» «لا أعرف اسمها.» ثم أحضر العم بيني بنفاد صبر الجريدة إلي وفتحها على صفحة الإعلانات المبوبة، وهو قسم لم أصل إليه من قبل، ووضعها أمام عيني.
صفحه نامشخص