وهل أردته أنا؟ لم أكن أريده أن يحدث، لم أكن أرغب في أن يردى ميجور قتيلا برصاصة، ولكن كانت تجتاحني مشاعر انفعال متوتر وندم. هل كان مشهد الإعدام الذي تخيلته، والذي أعطاني تلك اللمحة من الظلام، بغيضا إلى هذا الحد؟ كلا، فقد فكرت مليا في ثقة ميجور بأبي وعاطفته تجاهه - فقد كان يحب أبي حقا بطريقته الهادئة بالقدر الذي يمكنه أن يحب به أي شخص - وعينيه المرحتين ذاتي القدرة الضعيفة على الرؤية. ثم صعدت إلى الطابق العلوي كي أرى كيف يتقبل أوين الأمر.
كان أوين يجلس على أرض الغرفة يلهو ببعض الكور الصغيرة المطاطية، ولم يكن يبكي. كان لدي آمال غامضة في إقناعه بإحداث بعض المشاكل، لا لأنني أعتقد أن هذا الأمر سيجدي، ولكن لأنني شعرت أن الموقف بحاجة لذلك.
سألني أوين بصوت فيه إلحاح: «لو أنك دعوت لميجور ألا يطلق عليه الرصاص، فهل سينجو؟»
لم تخطر ببالي فكرة الدعاء قط. «لقد دعوت ألا تضطري لوضع الخيط في ماكينة الخياطة واستجيب دعاؤك.»
فرأيت بفزع الصدام الحتمي قادما؛ الصدام بين الدين والحياة.
نهض أوين من مكانه ووقف أمامي وقال متوترا: «ادعي. كيف تقومين بذلك؟ ابدئي الآن!»
فقلت : «لا يمكنك الدعاء بشيء كهذا.» «ولم لا؟»
لم لا؟ كان بوسعي أن أقول له إننا لا ندعو أن تحدث أشياء بعينها أو لا تحدث، بل كي نحصل على القوة والصبر كي نتحمل ما يحدث بالفعل. وهو مخرج جيد تفوح منه رائحة الهزيمة على نحو مخز، ولكنني لم أفكر في ذلك، بل خطر لي - وكنت أدرك - أن الدعاء لن يمنع أبي من الخروج وإحضار بندقيته والنداء على ميجور كي يقتله، لن يغير الدعاء شيئا من ذلك.
لن يغير الرب هذا، فإذا كان الرب إلى جانب الخير والرحمة والشفقة، فلم جعل تلك الأشياء صعبة المنال بهذا الشكل؟ دعك من القول بأن ذلك يجعلها «تستحق العناء»، دعك من هذا الهراء. فالدعاء بألا تتم عملية إعدام غير ذي جدوى؛ وذلك لأن الرب ليس مهتما بتلك الاعتراضات، لم تكن تخصه. «أيمكن أن يكون ثمة إله لا تحتويه شبكة الكنائس على الإطلاق، وألا يكون التعامل معه عن طريق الأحجبة والصلبان؟ إله حقيقي موجود في العالم بالفعل، إله غريب وغير مقبول كالموت؟ أيمكن أن يكون ثمة إله مذهل ولا مبال أبعد من نطاق الإيمان؟»
قال أوين بإصرار: «كيف تقومين بذلك؟ هل عليك أن تنحني على ركبتيك؟» «لا يهم.»
صفحه نامشخص