لم تتصل فكرة وجود الرب لدي بالخير إطلاقا، وهو أمر قد يبدو غريبا، بالنظر إلى كل الخطايا والشرور التي كنت أستمع إليها. كنت أومن بالخلاص عن طريق الإيمان وحده، عن طريق تملك عظيم للروح. ولكن هل رغبت حقا؟ «هل رغبت حقا في أن يحدث لي هذا؟» نعم ولا في الوقت ذاته. كنت أرغب في أن يحدث لي، ولكنني كنت أرى أنه يجب أن يظل سرا، وإلا فكيف لي أن أستمر في الحياة مع أمي وأبي وفيرن دوجرتي وصديقتي ناعومي وكل من في جوبيلي؟
تحدث إلي القس عند الباب بطريقة مرحة قائلا: «يسعدني رؤية الفتيات الحسناوات في هذا الصباح البارد.»
صافحته بصعوبة؛ إذ كنت قد سرقت أحد كتب الصلوات ووضعته تحت معطفي، وكنت أثبته في مكانه بذراعي المنحنية.
قالت فيرن: «لم أرك في الكنيسة.» كان القداس في الكنيسة الأنجليكانية أقصر من القداس في كنيستنا؛ فهم يختصرون في الموعظة، وهكذا كان لدي الوقت كي أعود إلى درج الكنيسة المتحدة وأقابل فيرن عند خروجها. «كنت أجلس خلف أحد الأعمدة.»
أرادت أمي أن تعرف موضوع الموعظة.
فقالت فيرن: «السلام والأمم المتحدة ... إلخ إلخ.»
فقالت أمي باستمتاع: «السلام! حسنا، هل هو معه أم ضده؟» «إنه يؤيد الأمم المتحدة تماما.» «أظن إذن أن الرب كذلك. يا لها من راحة! فمنذ وقت قصير فحسب كان هو والسيد ماكلوفلين مؤيدين للحرب. يبدو أنهما متقلبان.»
وفي الأسبوع التالي عندما كنت مع أمي في متجر ووكر مرت تلك السيدة العجوز الطويلة ذات العمامة السوداء وتحدثت إليها، وخشيت أن تقول إنها قد رأتني في الكنيسة الأنجليكانية، ولكنها لم تفعل.
قالت أمي لفيرن: «لقد رأيت السيدة شيريف العجوز في متجر ووكر اليوم، إنها لا تزال ترتدي العمامة نفسها، إنها تذكرني بقبعة الشرطي الإنجليزي.»
فقالت فيرن: «إنها تأتي إلى مكتب البريد دائما وتنفجر في ثورة غضب عارمة إذا لم تكن أوراقها جاهزة بحلول الساعة الثالثة، إنها امرأة عنيفة حادة الطباع.»
صفحه نامشخص