سرنا في الماء خائضين في الطين حتى وصلنا إلى قاع النهر الرملي المليء بالحصى. كانت نتائج الاختبارات قد ظهرت في ذلك الأسبوع، ونجحت، لكنني لم أنل المنحة الدراسية ولم أنل درجات عليا ولا في مادة واحدة. «هل تريدين أن تنجبي طفلا؟»
أجبته: «نعم.» أخذ الماء - الذي كان دافئا كالهواء من حولنا - يلمس مؤخرتي المتقرحة المجروحة، وكنت أشعر بالوهن من أثر ممارسة الجنس فكنت أشعر بالدفء والكسل وأنا أنزل بظهري وذراعي وصدري في الماء كأوراق ثمرة كرنب ضخمة ترتخي وتتمدد على الأرض.
من أين جاءت هذه الكذبة؟ إنها ليست كذبة.
قال لي بخجل: «عليك أن تنضمي للكنيسة أولا، لا بد أن يتم تعميدك.»
سقطت على الماء وذراعاي مفرودتان والذباب الأزرق يطير مباشرة بتذبذب عند مستوى عيني. «هل تعرفين كيف يفعلون هذا في كنيستنا؟ أعني التعميد.» «كيف؟» «يغطسونك تحت الماء. فلديهم حوض مغطى خلف المنبر، يمارسون فيه هذا الطقس. لكن الأفضل أن يتم هذا في النهر حيث يمكن تعميد أكثر من شخص في آن واحد.»
ألقى بنفسه في الماء وسبح مطاردا إياي محاولا أن يمسك إحدى قدمي. «متى ستقومين بهذا الأمر؟ هل يمكن أن يكون هذا الشهر.»
استدرت أسبح على ظهري وأنا أركل الماء في وجهه. «لا بد أن تنالي خلاصك يوما ما.»
كان النهر ساكنا كبركة، حتى إن الناظر إليه لم يكن يستطيع تحديد اتجاه التيار، وكان ينطبع عليه انعكاس الضفتين المتقابلتين وبلدة فيرمايل التي تبدو معتمة بأشجار الصنوبر والأرز. «لماذا يجب أن أفعل هذا؟» «أنت تعرفين لماذا.» «لماذا؟»
لحق بي وأمسك بكتفي وأخذ يدفعني برفق لأعلى وأسفل في الماء. «ينبغي أن أعمدك الآن وأنتهي من هذا الأمر، ينبغي أن أعمدك الآن.»
فضحكت. «أنا لا أريد أن أعمد، لن يكون للأمر جدوى إذا لم تكن تلك رغبتي.» رغم أنه كان من السهولة أن أستسلم في تلك اللحظة كدعابة، فإنني لم أستطع. ظل يردد: «سأعمدك!» واستمر في دفعي لأعلى وأسفل في الماء بمزيد من القوة، وأنا أواصل الرفض والضحك وأهز رأسي نفيا. شيئا فشيئا ومعركتنا تتواصل، توقف الضحك وقست الابتسامات العريضة المصممة المؤلمة على وجوهنا.
صفحه نامشخص