حیات مسیح
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
ژانرها
ويغلب على تقدير المؤرخين الثقات أن الإحصاء المشار إليه هو الإحصاء الذي ذكره ترتليان
Tertullian ، وقال إنه جرى في عهد ساتورنينس
Saturninus
والي سورية إلى السنة السابعة قبل الميلاد، فإذا كان هذا هو الإحصاء المقصود، فالسيد المسيح كان قد بلغ السابعة في السنة الأولى للميلاد.
ومن القرائن التي لا نريد أن نهملها، قرينة الكوكب الذي قيل إن كهان المجوس تتبعوه من المشرق ليهتدوا به إلى المكان الذي ولد فيه السيد المسيح.
فمن المعروف أن خبراء فينيقية وفارس كانوا يشتغلون بالفلك والتنجيم، وأنهم كانوا في عصر الميلاد يرقبون حادثا جللا في التاريخ البشري حوالي سنة الميلاد، وكانوا كذلك يرصدون النجوم ليعرفوا من طوالعها بشائر ذلك الحادث الجلل المترقب من حين إلى حين، وكان قران المشتري وزحل من الطوالع المهمة عند سكان المشرق على البحر، حيث ترصد الكواكب للملاحة والتفاؤل، وفي داخل البلاد الفارسية حيث ترصد الكواكب للعبادة واستيحاء الإرادة الإلهية، ويكفي أن نذكر بقايا هذه العادة في البقعة الفينيقية إلى ما بعد أيام المعري؛ لنعلم شأن الأرصاد هنالك، كما كانت في الزمن القديم، وقد كان المعري الضرير يعنى نفسه بهذه الأرصاد، ويقول عن قران المشتري وزحل خاصة في لزومياته:
قران المشتري زحلا يرجى
لإيقاظ النواظر من كراها
وهيهات البرية في ضلال
وقد فطن اللبيب لما اعتراها
صفحه نامشخص