( فداؤها أبوها ) قال ذلك ثلاث مرات (1).
وبلغ من حبه ، وتقديره لها أنه إذا سافر جعلها آخر الناس عهدا به ، وإذا قدم من سفره جعلها أول من يقصده (2).
وروى أنس بن مالك أن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت ، ويتلو قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) الآية.
لقد كان كلف النبي (ص) واشفاقه على بضعته الزهراء (ع) فوق كلف الآباء واشفاقهم على أبنائهم (3) ومن المعلوم الذي لا ريب فيه ان الرسول (ص) لم يمنحها هذا العطف ، ولم يفض عليها هذا التكريم لأنها ابنته ولا عقب له سواها فان شأن النبوة بعيد كل البعد عن المحاباة والاندفاع بعاطفة الهوى والحب ، وانما صنع ذلك لتشييد الفضيلة
صفحه ۳۵