وأما المكان الذي تحت القطب فليس يطلع فيه شيء من دائرة البروج ولا يغرب بل النصف منها أبدا ظاهر والنصف أبدا خفي. وأما المواضع التي بين الموضع الذي تحت القطب وبين الأفق الذي عرضه ستة وستون درجة فإن بعض دائرة البروج يكون فيها أبدا ظاهرا ولا مطالع له في تلك المواضع ونظيره من دائرة البروج يكون أبدا خفيا ولا مطالع له في تلك المواضع. وأما الذي بين الجزء الظاهر وبين الخزء الخفي فطالع وغارب ومطالعه كمطالع غيره في سائر الآفاق كل قوس منها تطلع مع قوس من معدل النهار وهذا الذي يطلع ويغرب في هذه الآفاق من دائرة البروج هو قوسان غير متصلتين يفصل بينهما من أحد الطرفين الجزء الظاهر ومن الطرف الآخر الجزء الخفي واحدي هاتين القوسين تلي نقطة الاعتدال الربيعي وتفصلها هذه النقطة بنصفين والأخرى تلي نقطة الاعتدال الخريفي تفصلها هذه النقطة بنصفين. والقوس التي تلي نقطة الاعتدال الربيعي يكون طلوعها في هذه الآفاق منكوسا وغروبها مستويا والقوس التي تلي الاعتدال الخريفي يكون طلوعها مستويا وغروبها منكوسا فهذه جملة القول على المطالع.
وإذ قد أتينا على شرح هذه الدوائر المتوهمة في سطح الفلك الأعلى فإنا نخط لذلك صورة نرسم فيها جميع الدوائر والخطوط التى ذكرناها ليكون الناظر فيها متصورا لجميع ما في سطح الفلك وهذه هي الصورة.
قد تقدم القول في أن لكل كوكب من الكواكب بالجملة. فلكا يخصه هو جزء من جميع الجسم المحيط وكل فلك من أفلاك الكواكب السيارة ينقسم إلى أجزاء فلنذكر حال كل كوكب منها وأفلاكه فلنبدأ بأشرفها وهو فلك الشمس ثم نتبعه بالذي يليه واحدا فواحدا.
صفحه ۳۳