يقال: إن أخاه لويس دخل عليه يوما متأخرا عن عادته فلامه أخوه على كسله، فقال له معتذرا لقد كنت أحلم حلما جميلا وهو أني صرت ملكا، فقهقه نابوليون وقال: «أنت ملك؟! هذا يكون يوم أصير إمبراطورا»، ولم يدر في خلده أن تلك النبوة ستصدق.
ويقال أيضا: إنه مر في ساحة التويلري في يونيو سنة 1792 بين الهرج والمرج وازدحام الشعب المسلح الهاجم على القصر، وكان الراوي وهو أحد المحامين يحادث صديقا له عن الأحوال الحاضرة، فقاطعهما شاب مجهول أصفر اللون حاد النظر قوي الصوت وقال لهما: «لو كنت أنا الملك لما صار شيء من هذا أبدا» وعرفا فيما بعد أن هذا الشاب هو بونابرت.
وفي سنة 1793 أصابه في أفنيون مرض فامتنع عن العمل، ولكنه لم يمتنع عن الكتابة فألف عشاء بوكير
Souper de Baucaire
بإنشاء سهل مقبول يظهر من خلاله محبته للعلم والمطالعة وميله إلى التدقيق.
وبعد حين وطئت أقدام نابوليون أرض نيس وكانت الساعة تقترب، تلك الساعة التي سيمثل فيها على مسرح السياسة دوره العظيم.
ففي ليلة من ليالي أكتوبر سنة 1793 انتشر نبأ الخيانة وتسليم طولون للإنكليز، وكان نابوليون قائما بوظيفة في المدفعية قياما لا مأخذ فيه لطاعن، فأعجب به قائد الفرقة أيما إعجاب، وقد ذكر المؤرخون كيف دعي نابوليون بونابرت لقيادة الجنود التي عهد إليها استرجاع طولون.
من ذلك اليوم أخذ نجمه يلمع في الأفق! من ذلك اليوم تسلمه التاريخ تسلما أبديا! من ذلك اليوم ارتدى ثوب الخلود!
الفصل الرابع
نابوليون يتسلمه التاريخ
صفحه نامشخص