(٢٠) حول المقولة الحادية والعشرين: استعمال اصفر واصفار
قوله: إنما يقال: احمر واصفر .. إلخ. قال «أبو محمد»: هذا القول غير معروف عند أحد من البصريين. ألا ترى أن «الخليل» و«سيبويه» وجميع أصحابه يروون: احمر مقصور من احمار، وادهم مقصور من ادهام، كما جعلوا مفعلًا مقصورًا من مفعال كمقول مقصور من مقوال. فمقول ومقوال بمعنى عندهم، ولذلك احمر واحمار بمعنى لا فرق بينهما، ولو وجب لهذا المعنى في احمار واصفار لوجب في ابياض وادهام، ولم يذكر أحد أن بينهما فرقًا في المعنى. قوله: وعند المحققين. قال «محمد»: إن كان هذا هو التحقيق فلم قال في «المقامة الكوفيو»: حتى انثنى محقوقفا مصفرا ... وقال في «الحرمية»: فازورت مقلتاه واحمرت وجنتاه.
(٢١) حول المقولة الثانية والعشرين: اجتمع فلان وفلان
قوله: ويقولون: اجتمع فلان مع فلان فيوهمون فيه. قال «أبو محمد»: لا يمتنع في قياس العربية أن يقال: اجتمع زيد مع عمرو، واختصم جعفر مع بكر، بدليل جواز: اختصم زيد وعمرًا، واستوي الماء والخشبة. وواو المفعول معه هي بمعنى مع مقدرة بها، وكما يجوز: استوي الماء والخشبة وكذلك يجوز: استوي الماء مع الخشبة، واستوي في هذا مثل اختصم، أعني في أن المساواة تكون بين اثنين فصاعدًا كالإختصام، فإذا جاز في هذه الأفعال دخول واو المفعول معه جاز فيها دخول مع، لقولهم: استوي العبد والحر في هذا الأمر. قوله: (وريشي منكم وهواي معكم).
1 / 746