متصرفا كان أو غير متصرف، لقولك: بعثت زيدًا بكتاب أو بغلام، فلهذا لزمته الباء، ومثله أرسلت، يقتضي مرسلا به، وقد يكون المبعوث به مما ينصرف ومما لا ينصرف، فعلى هذا لا ينكر بعثت إليه بغلام، أي بعثت رسولي إليه بغلام، وعلى ذلك قول «الجعدي»:
(إن يكن «ابن عفان» أمينا ... فلم يبعث بك البر الأمينا)
وعلى هذا يحمل قول «المتنبي»:
(بعثت إلى المسيح به طبيبًا)
لأنه جعله من جملة الطرف التي أهداها إليه، ويشهد بصحة ذلك قوله في البيت الذي يليه:
(ولست بمنكر منك الهدايا ... ولكن زدتني فيها أديبا)
وقال «محمد»: البعثة بالغلام متصورة إذا صحبه من يوصله إليه ثم كان الحال أن يكون الغلام هدية. قوله: «وآجرك الإله على عليل بعثت ... إلخ». قال «أبو محمد»: إذا ثبت أن المفعول الثاني لبعثت وهو المبعوث به يكون مما يتصرف ومما لا ينصرف لم يحتج في بيت «أبي الطيب» إلى هذا التأويل الضعيف الذي تأوله، وقد بينته في الحاشية التي قبل هذه.
(١٦) حول المقولة السابعة عشرة: قولهم المشورة
قوله: «المشورة على وزن مثوبة». قال «محمد»: الأصل مفعله، وقد قرى ﴿لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ قرأ بها
1 / 743