هوامل و شوامل

ابو علی مسکویه d. 421 AH
30

هوامل و شوامل

الهوامل والشوامل

پژوهشگر

سيد كسروي

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

محل انتشار

بيروت / لبنان

مَسْأَلَة اختيارية لم طلبت بالدنيا بِالْعلمِ وَالْعلم ينْهَى عَن ذَلِك؟ وَلم يطْلب الْعلم بالدنيا وَالْعلم يَأْمر بذلك؟ وَقد يَقُول من ضعفت غريزته وساء أدبه جرؤ مقدمه: قد رَأينَا من ترك طلب الدُّنْيَا بِالْعلمِ ورأينا من طلب الْعلم بالدنيا. فَليعلم أَن الْمَسْأَلَة مَا وضعت هُنَاكَ وَلَا فرضت كَذَاك وَلَو سدد هَذَا الْمُعْتَرض فكره عرف الفحوى وَلحق المرمى وَلم يُعَارض بادرًا بشائع وَلم يُنَاقض نَادرا بذائع. الْجَواب: أما طلب الدُّنْيَا فضروري للْإنْسَان لما ذَكرْنَاهُ فَإِن وجوده بِأحد جزأيه طبيعي وَلَا بُد من إِقَامَة هَذَا الْجُزْء بمادته لِأَنَّهُ سيال دَائِم التَّحَلُّل وَلَا بُد من تعويض مَا يتَحَلَّل مِنْهُ. وَلم ينْه الْعلم عَن هَذَا الْمِقْدَار فقد وَإِنَّمَا نهى عَن الزِّيَادَة على قدر الْحَاجة إِذْ كَانَت الزِّيَادَة مذمومة من جِهَات: أَحدهَا أَنَّهَا تُؤدِّي إِلَى تفَاوت الْجِسْم الَّذِي سعينا لحفظ اعتداله. وَالثَّانِي أَنَّهَا تعوقنا عَمَّا هُوَ أخص بِنَا من حَيْثُ نَحن نَاس أعنى الْجُزْء الآخر الَّذِي هُوَ فَضِيلَة. فَمن طلب بِالْعلمِ من الدُّنْيَا قدر الْحَاجة فِي حفظ الصِّحَّة على الْجَسَد فَهُوَ مُصِيب تَابع لما يرسمه الْعقل وَيَأْمُر بِهِ الْعلم. وَمن طلب أَكثر من ذَلِك فَهُوَ مفرط مُسْرِف. وَمَوْضِع الِاعْتِدَال من الطّلب هُوَ الصعب وَهُوَ الَّذِي يَنْبَغِي أَن يلقى فِيهِ أهل الْحِكْمَة وَالْعلم وتقرأ لَهُ كتب الْأَخْلَاق ليعرف الِاعْتِدَال فَيلْزم وَيعرف الإفراط فيحذر. وَلَا بُد مَه هَذِه الْجُمْلَة الَّتِي ذَكرنَاهَا - وَإِن دللنا فِيهَا على الْمَوَاضِع الَّتِي

1 / 61